الباحث القرآني

(p-170)سُورَةُ الرَّحْمَنِ مَكِّيَّةٌ أوْ مَدَنِيَّةٌ أوْ مُتَبَعِّضَةٌ وآيُها ثَمانٍ وسَبْعُونَ آيَةً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿الرَّحْمَنُ﴾ ﴿عَلَّمَ القُرْآنَ﴾ لَمّا كانَتِ السُّورَةُ مَقْصُورَةً عَلى تَعْدادِ النِّعَمِ الدُّنْيَوِيَّةِ والأُخْرَوِيَّةِ صَدَّرَها بِ الرَّحْمَنُ، وقَدَّمَ ما هو أصْلُ النِّعَمِ الدِّينِيَّةِ وأجَلُّها وهو إنْعامُهُ بِالقُرْآنِ وتَنْزِيلُهُ وتَعْلِيمُهُ، فَإنَّهُ أساسُ الدِّينِ ومَنشَأُ الشَّرْعِ وأعْظَمُ الوَحْيِ وأعَزُّ الكُتُبِ، إذْ هو بِإعْجازِهِ واشْتِمالِهِ عَلى خُلاصَتِها مُصَدِّقٌ لِنَفْسِهِ ومِصْداقٌ لَها، ثُمَّ أتْبَعَهُ قَوْلُهُ: ﴿خَلَقَ الإنْسانَ﴾ ﴿عَلَّمَهُ البَيانَ﴾ إيماءٌ بِأنَّ خَلْقَ البَشَرِ وما يُمَيَّزُ بِهِ عَنْ سائِرِ الحَيَوانِ مِنَ البَيانِ، وهو التَّعْبِيرُ عَمّا في الضَّمِيرِ وإفْهامِ الغَيْرِ لِما أدْرَكَهُ لِتَلَقِّي الوَحْيِ وتَعَرُّفِ الحَقِّ وتَعَلُّمِ الشَّرْعِ، وإخْلاءُ الجُمَلِ الثَّلاثِ الَّتِي هي أخْبارٌ مُتَرادِفَةٌ لِ الرَّحْمَنُ عَنِ العاطِفِ لِمَجِيئِها عَلى نَهْجِ التَّعْدِيدِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب