الباحث القرآني

﴿والسَّماءِ ذاتِ الحُبُكِ﴾ ذاتِ الطَّرائِقِ، والمُرادُ إمّا الطَّرائِقُ المَحْسُوسَةُ الَّتِي هي مَسِيرُ الكَواكِبِ أوِ المَعْقُولَةُ الَّتِي يَسْلُكُها النُّظّارُ وتَتَوَصَّلُ بِها إلى المَعارِفِ، أوِ النُّجُومُ فَإنَّ لَها طَرائِقَ أوْ أنَّها تُزَيِّنُها كَما يُزَيِّنُ المُوشِي طَرائِقَ الوَشْيِ. جَمْعُ حَبِيكَةٍ كَطَرِيقَةٍ وطُرُقٍ أوْ حِباكٍ كَمِثالٍ ومُثُلٍ. وقُرِئَ «الحُبْكِ» بِالسُّكُونِ و «الحِبِكِ» كالإبِلِ و «الحِبْكِ» كالسِّلْكِ و «الحَبَكِ» كالجَبَلِ و «الحِبَكِ» كالنِّعَمِ و«الحَبْكِ» كالبَرْقِ. ﴿إنَّكم لَفي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ﴾ في الرَّسُولِ ﷺ وهو قَوْلُهم تارَةً أنَّهُ شاعِرٌ وتارَةً أنَّهُ ساحِرٌ وتارَةً أنَّهُ مَجْنُونٌ، أوْ في القُرْآنِ أوِ القِيامَةِ أوْ أمْرِ الدِّيانَةِ، ولَعَلَّ النُّكْتَةَ في هَذا القَسَمِ تَشْبِيهُ أقْوالِهِمْ في اخْتِلافِها وتَنافِي أغْراضِها بِطَرائِقِ السَّماواتِ في تَباعُدِها واخْتِلافِ غاياتِها. ﴿يُؤْفَكُ عَنْهُ مَن أُفِكَ﴾ يُصْرَفُ عَنْهُ والضَّمِيرُ لِلرَّسُولِ أوِ القُرْآنِ أوِ الإيمانِ، مَن صُرِفَ إذْ لا صَرْفَ أشَدُّ (p-147)مِنهُ فَكَأنَّهُ لا صَرْفَ بِالنِّسْبَةِ إلَيْهِ، أوْ يُصْرَفُ مَن صُرِفَ في عِلْمِ اللَّهِ وقَضائِهِ ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ لِلْ ( قَوْلٍ ) عَلى مَعْنى يَصْدُرُ إفْكُ مَن أُفِكَ عَنِ القَوْلِ المُخْتَلِفِ وبِسَبَبِهِ كَقَوْلِهِ: يَنْهَوْنَ عَنْ أكْلٍ وعَنْ شُرْبٍ. أيْ يَصْدُرُ تَناهِيهِمْ عَنْهُما وبِسَبَبِهِما وقُرِئَ «أفَكَ» بِالفَتْحِ أيْ مَن أفَكَ النّاسَ وهم قُرَيْشٌ كانُوا يَصُدُّونَ النّاسَ عَنِ الإيمانِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب