الباحث القرآني

﴿وَأُزْلِفَتِ الجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ قُرِّبَتْ لَهم. ﴿غَيْرَ بَعِيدٍ﴾ مَكانًا غَيْرَ بَعِيدٍ، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ حالًا وتَذْكِيرُهُ لِأنَّهُ صِفَةُ مَحْذُوفٍ، أوْ شَيْئًا غَيْرَ بَعِيدٍ أوْ عَلى زِنَةِ المَصْدَرِ أوْ لِأنَّ الجَنَّةَ بِمَعْنى البُسْتانِ. ﴿هَذا ما تُوعَدُونَ﴾ عَلى إضْمارِ القَوْلِ والإشارَةِ إلى الثَّوابِ أوْ مَصْدَرِ أُزْلِفَتْ. وقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ بِالياءِ. ﴿لِكُلِّ أوّابٍ﴾ رَجّاعٍ إلى اللَّهِ تَعالى، بَدَلٌ مِنَ «المُتَّقِينَ» بِإعادَةِ الجارِّ. ﴿حَفِيظٍ﴾ حافِظٍ لِحُدُودِهِ. ﴿مَن خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالغَيْبِ وجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ﴾ بَدَلٌ بَعْدَ بَدَلٍ أوْ بَدَلٌ مِن مَوْصُوفِ أوّابٍ، ولا يَجُوزُ أنْ يَكُونَ في حُكْمِهِ لِأنَّ مَن لا يُوصَفُ بِهِ أوْ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ: ﴿ادْخُلُوها﴾ عَلى تَأْوِيلِ يُقالُ لَهُمُ ادْخُلُوها، فَإنَّ مَن بِمَعْنى الجَمْعِ وبِالغَيْبِ حالٌ مِنَ الفاعِلِ أوِ المَفْعُولِ، أوْ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ أيْ خَشْيَةً مُلْتَبِسَةً بِالغَيْبِ حَيْثُ خَشِيَ عِقابَهُ وهو غائِبٌ، أوِ العِقابُ بَعْدَ غَيْبٍ أوْ هو غائِبٌ عَنِ الأعْيُنِ لا يَراهُ أحَدٌ. وتَخْصِيصُ الرَّحْمَنِ لِلْإشْعارِ بِأنَّهم يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ ويَخافُونَ عَذابَهُ، أوْ بِأنَّهم يَخْشَوْنَ مَعَ عِلْمِهِمْ بِسِعَةِ رَحْمَتِهِ، ووَصْفُ القَلْبِ بِالإنابَةِ إذِ الِاعْتِبارُ بِرُجُوعِهِ إلى اللَّهِ. ﴿بِسَلامٍ﴾ سالِمِينَ مِنَ العَذابِ وزَوالِ النِّعَمِ، أوْ مُسَلَّمًا عَلَيْكم مِنَ اللَّهِ ومَلائِكَتِهِ. ﴿ذَلِكَ يَوْمُ الخُلُودِ﴾ يَوْمُ تَقْدِيرِ الخُلُودِ كَقَوْلِهِ: فادْخُلُوها خالِدِينَ. ﴿لَهم ما يَشاءُونَ فِيها ولَدَيْنا مَزِيدٌ﴾ وهو ما لا يَخْطِرُ بِبالِهِمْ مِمّا لا عَيْنٌ رَأتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب