الباحث القرآني

﴿جَعَلَ اللَّهُ الكَعْبَةَ﴾ صَيَّرَها، وإنَّما سُمِّيَ البَيْتُ كَعْبَةً لِتَكَعُّبِهِ. ﴿البَيْتَ الحَرامَ﴾ عَطْفُ بَيانٍ عَلى جِهَةِ المَدْحِ، أوِ المَفْعُولِ الثّانِي ﴿قِيامًا لِلنّاسِ﴾ انْتِعاشًا لَهم أيْ سَبَبَ انْتِعاشِهِمْ في أمْرِ مَعاشِهِمْ ومَعادِهِمْ يَلُوذُ بِهِ الخائِفُ ويَأْمَنُ فِيهِ الضَّعِيفُ، ويَرْبَحُ فِيهِ التُّجّارُ ويَتَوَجَّهُ إلَيْهِ الحُجّاجُ والعُمّارُ، أوْ ما يَقُومُ بِهِ أمْرُ دِينِهِمْ ودُنْياهم. وقَرَأ ابْنُ عامِرٍ «قِيَمًا» عَلى أنَّهُ مَصْدَرٌ عَلى فِعَلٍ كالشِّبَعِ أُعِلَّ عَيْنُهُ كَما أُعِلَّ في فِعْلِهِ ونَصْبُهُ عَلى المَصْدَرِ أوِ الحالِ. ﴿والشَّهْرَ الحَرامَ والهَدْيَ والقَلائِدَ﴾ سَبَقَ تَفْسِيرُها والمُرادُ بِالشَّهْرِ الشَّهْرُ الَّذِي يُؤَدّى فِيهِ الحَجُّ، وهو ذُو الحِجَّةِ لِأنَّهُ المُناسِبُ لِقُرَنائِهِ وقِيلَ الجِنْسُ. ﴿ذَلِكَ﴾ إشارَةٌ إلى الجَعْلِ، أوْ إلى ما ذُكِرَ مِنَ الأمْرِ بِحِفْظِ حُرْمَةِ الإحْرامِ وغَيْرِهِ. ﴿لِتَعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ﴾ فَإنَّ شَرْعَ الأحْكامِ لِدَفْعِ المَضارِّ قَبْلَ وُقُوعِها وجَلْبِ المَنافِعِ المُتَرَتِّبَةِ عَلَيْها، دَلِيلُ حِكْمَةِ الشّارِعِ وكَمالِ عِلْمِهِ. ﴿وَأنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ تَعْمِيمٌ بَعْدَ تَخْصِيصٍ ومُبالَغَةٌ بَعْدَ إطْلاقٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب