الباحث القرآني

﴿ما المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ أيْ ما هو إلّا رَسُولٌ كالرُّسُلِ قَبْلَهُ خَصَّهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى بِالآياتِ كَما خَصَّهم بِها، فَإنَّ إحْياءَ المَوْتى عَلى يَدِهِ فَقَدْ أحْيا العَصا وجَعَلَها حَيَّةً تَسْعى عَلى يَدِ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ وهو أعْجَبُ، وإنْ خَلَقَهُ مِن غَيْرِ أبٍ فَقَدْ خَلَقَ آدَمَ مِن غَيْرِ أبٍ وأُمٍّ وهو أغْرَبُ. ﴿وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ﴾ كَسائِرِ النِّساءِ اللّاتِي يُلازِمْنَ الصِّدْقَ، أوْ يَصْدُقْنَ الأنْبِياءَ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ. ﴿كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ﴾ ويَفْتَقِرانِ إلَيْهِ افْتِقارَ الحَيَواناتِ، بَيَّنَ أوَّلًا أقْصى ما لَهُما مِنَ الكَمالِ ودَلَّ عَلى أنَّهُ لا يُوجِبُ لَهُما أُلُوهِيَّةً لِأنَّ كَثِيرًا مِنَ النّاسِ يُشارِكُهُما في مِثْلِهِ، ثُمَّ نَبَّهَ عَلى نَقْصِهِما وذَكَرَ ما يُنافِي الرُّبُوبِيَّةَ ويَقْتَضِي أنْ يَكُونا مِن عِدادِ المَرْكَباتِ الكائِنَةِ الفاسِدَةِ، ثُمَّ عَجِبَ لِمَن يَدَّعِي الرُّبُوبِيَّةَ لَهُما مَعَ أمْثالِ هَذِهِ الأدِلَّةِ الظّاهِرَةِ فَقالَ: ﴿انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أنّى يُؤْفَكُونَ﴾ كَيْفَ يُصْرَفُونَ عَنِ اسْتِماعِ الحَقِّ وتَأمُّلِهِ وثُمَّ لِتَفاوُتِ ما بَيْنَ العَجَبَيْنِ أيْ إنَّ بَيانَنا لِلْآياتِ عَجَبٌ وإعْراضَهم عَنْها أعْجَبُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب