الباحث القرآني

﴿إنِّي أُرِيدُ أنْ تَبُوءَ بِإثْمِي وإثْمِكَ فَتَكُونَ مِن أصْحابِ النّارِ وذَلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ﴾ تَعْلِيلٌ ثانٍ لِلِامْتِناعِ عَنِ المُعارَضَةِ والمُقاوَمَةِ، والمَعْنى إنَّما أسْتَسْلِمُ لَكَ إرادَةَ أنْ تَحْمِلَ إثْمِي لَوْ بَسَطْتَ إلَيْكَ يَدَيْ، وإثْمَكَ بِبَسْطِكَ يَدَكَ إلَيَّ ونَحْوَهُ المُسْتَبانُ ما قالا فَعَلى البادِئِ ما لَمْ يَعْتَدِ المَظْلُومُ. وقِيلَ مَعْنى بِإثْمِي بِإثْمِ قَتْلِي، وبِإثْمِكَ الَّذِي لَمْ يُتَقَبَّلْ مِن أجْلِهِ قُرْبانُكَ، وكِلاهُما في مَوْضِعِ الحالِ أيْ تَرْجِعُ مُلْتَبِسًا بِالإثْمَيْنِ حامِلًا لَهُما، ولَعَلَّهُ لَمْ يُرِدْ مَعْصِيَةَ أخِيهِ وشَقاوَتَهُ بَلْ قَصْدُهُ بِهَذا الكَلامِ إلى أنَّ ذَلِكَ إنْ كانَ لا مَحالَةَ واقِفًا فَأُرِيدُ أنْ يَكُونَ لَكَ لا لِي، (p-124) فالمُرادُ بِالذّاتِ أنْ لا يَكُونَ لَهُ لا أنْ يَكُونَ لِأخِيهِ ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ المُرادُ بِالإثْمِ عُقُوبَتَهُ وإرادَةُ عِقابِ العاصِي جائِزَةٌ. ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أخِيهِ﴾ فَسَهَّلَتْهُ لَهُ ووَسِعَتْهُ مِن طاعَ لَهُ المَرْتَعُ إذا اتَّسَعَ. وقُرِئَ «فَطاوَعَتْ» عَلى أنَّهُ فاعِلٌ بِمَعْنى فَعَلَ، أوْ عَلى أنَّ قَتْلَ أخِيهِ كَأنَّهُ دَعاها إلى الإقْدامِ عَلَيْهِ فَطاوَعَتْهُ، ولَهُ لِزِيادَةِ الرَّبْطِ كَقَوْلِكَ حَفِظْتُ لِزَيْدٍ مالَهُ. ﴿فَقَتَلَهُ فَأصْبَحَ مِنَ الخاسِرِينَ﴾ دِينًا ودُنْيا، إذْ بَقِيَ مُدَّةَ عُمُرِهِ مَطْرُودًا مَحْزُونًا. قِيلَ قُتِلَ هابِيلُ وهو ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً عِنْدَ عَقَبَةِ حِراءَ. وقِيلَ: بِالبَصْرَةِ في مَوْضِعِ المَسْجِدِ الأعْظَمِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب