الباحث القرآني

﴿إنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أدْبارِهِمْ﴾ أيْ إلى ما كانُوا عَلَيْهِ مِنَ الكُفْرِ. ﴿مِن بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدى﴾ بِالدَّلائِلِ الواضِحَةِ والمُعْجِزاتِ الظّاهِرَةِ. ﴿الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ﴾ سَهَّلَ لَهُمُ اقْتِرافَ الكَبائِرِ مِنَ السَّوْلِ وهو الِاسْتِرْخاءُ. وَقِيلَ: حَمَلَهم عَلى الشَّهَواتِ مِنَ السُّولِ وهو التَّمَنِّي، وفِيهِ أنَّ السُّولَ مَهْمُوزٌ قُلِبَتْ هَمْزَتُهُ واوًا لِضَمِّ ما قَبْلَها ولا كَذَلِكَ التَّسْوِيلُ، ويُمْكِنُ رَدُّهُ بِقَوْلِهِمْ: هُما يَتَساوَلانِ وقُرِئَ «سَوَّلَ» عَلى تَقْدِيرِ مُضافٍ أيْ كَيْدُ الشَّيْطانِ سَوَّلَ لَهم. ﴿وَأمْلى لَهُمْ﴾ ومَدَّ لَهم في الآمالِ والأمانِيِّ، أوْ أمْهَلَهُمُ اللَّهُ تَعالى ولَمْ يُعاجِلْهم بِالعُقُوبَةِ لِقِراءَةِ يَعْقُوبَ وأُمْلِي لَهُمْ، أيْ وأنا أُمْلِي لَهم فَتَكُونُ الواوُ لِلْحالِ أوِ الِاسْتِئْنافِ، وقَرَأ أبُو عَمْرٍو وأُمْلِيَ لَهم عَلى البِناءِ لِلْمَفْعُولِ وهو ضَمِيرُ الشَّيْطانِ أوْ لَهم. ﴿ذَلِكَ بِأنَّهم قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ﴾ أيْ قالَ اليَهُودُ لِلَّذِينِ كَفَرُوا بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ نَعْتُهُ لِلْمُنافِقِينَ، أوِ المُنافِقُونَ لَهم أوْ أحَدُ الفَرِيقَيْنِ لِلْمُشْرِكِينَ. ﴿سَنُطِيعُكم في بَعْضِ الأمْرِ﴾ في بَعْضِ أُمُورِكم أوْ في بَعْضِ ما تَأْمُرُونَ بِهِ كالقُعُودِ عَنِ الجِهادِ والمُوافَقَةِ في الخُرُوجِ مَعَهم إنْ أُخْرِجُوا، والتَّظافُرِ عَلى الرَّسُولِ ﷺ. ﴿واللَّهُ يَعْلَمُ إسْرارَهُمْ﴾ ومِنها قَوْلُهم هَذا الَّذِي أفْشاهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وقَرَأ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ وحَفْصٌ إسْرارَهم عَلى المَصْدَرِ.(p-124)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب