الباحث القرآني

﴿أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا﴾ أفَنَذُودُهُ ونُبْعِدُهُ عَنْكم مَجازٌ مِن قَوْلِهِمْ: ضَرَبَ الغَرائِبَ عَنِ الحَوْضِ، قالَ طَرَفَةُ: ؎ اضْرِبْ عَنْكَ الهُمُومَ طارِقَها ∗∗∗ ضَرْبَكَ بِالسَّيْفِ قَوْنَسَ الفَرَسِ والفاءُ لِلْعَطْفِ عَلى مَحْذُوفٍ أيْ أنُهْمِلُكم فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ، وصَفْحًا مَصْدَرٌ مِن غَيْرِ لَفْظِهِ فَإنَّ تَنْحِيَةَ الذِّكْرِ عَنْهم إعْراضٌ أوْ مَفْعُولٌ لَهُ أوْ حالٌ بِمَعْنى صافِحِينَ، وأصْلُهُ أنَّ تَوَلِّيَ الشَّيْءِ صَفْحَةُ عُنُقِكَ. وَقِيلَ: إنَّهُ بِمَعْنى الجانِبِ فَيَكُونُ ظَرْفًا ويُؤَيِّدُهُ أنَّهُ قُرِئَ «صُفْحًا» بِالضَّمِّ، وحِينَئِذٍ يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ تَخْفِيفَ صُفْحٍ جَمْعِ صَفُوحٍ بِمَعْنى صافِحِينَ، والمُرادُ إنْكارُ أنْ يَكُونَ الأمْرُ عَلى خِلافِ ما ذُكِرَ مِن إنْزالِ الكِتابِ عَلى لُغَتِهِمْ لِيَفْهَمُوهُ. ﴿أنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ﴾ أيْ لِأنْ كُنْتُمْ، وهو في الحَقِيقَةِ عِلَّةٌ مُقْتَضِيَةٌ لِتَرْكِ الإعْراضِ عَنْهُمْ، وقَرَأ نافِعٌ وحَمْزَةُ والكِسائِيُّ إنْ بِالكَسْرِ عَلى أنَّ الجُمْلَةَ شَرْطِيَّةٌ مُخْرِجَةٌ لِلْمُحَقَّقِ مَخْرَجَ المَشْكُوكِ اسْتِجْهالًا لَهُمْ، وما قَبْلَها دَلِيلُ الجَزاءِ.(p-87)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب