الباحث القرآني

﴿وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذا القُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ القَرْيَتَيْنِ﴾ مِن إحْدى القَرْيَتَيْنِ مَكَّةَ والطّائِفِ. ﴿عَظِيمٍ﴾ بِالجاهِ والمالِ كالوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةِ وعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ، فَإنَّ الرِّسالَةَ مَنصِبٌ عَظِيمٌ لا يَلِيقُ إلّا بِعَظِيمٍ، ولَمْ يَعْلَمُوا أنَّها رُتْبَةٌ رُوحانِيَّةٌ تَسْتَدْعِي عِظَمَ النَّفْسِ بِالتَّحَلِّي بِالفَضائِلِ والكَمالاتِ القُدْسِيَّةِ، لا التَّزَخْرُفَ بِالزَّخارِفِ الدُّنْيَوِيَّةِ. ﴿أهم يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ﴾ إنْكارٌ فِيهِ تَجْهِيلٌ وتَعْجِيبٌ مِن تَحَكُّمِهِمْ، والمُرادُ بِالرَّحْمَةِ النُّبُوَّةُ. ﴿نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهم مَعِيشَتَهم في الحَياةِ الدُّنْيا﴾ وهم عاجِزُونَ عَنْ تَدْبِيرِها وهي خُوَيِّصَةُ أمْرِهِمْ في دُنْياهُمْ، فَمِن أيْنَ لَهم أنْ يُدَبِّرُوا أمْرَ النُّبُوَّةِ الَّتِي هي أعْلى المَراتِبِ الإنْسِيَّةِ، وإطْلاقُ المَعِيشَةِ يَقْتَضِي أنْ يَكُونَ حَلالُها وحَرامُها مِنَ اللَّهِ. ﴿وَرَفَعْنا بَعْضَهم فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ﴾ وأوْقَعْنا بَيْنَهُمُ التَّفاوُتَ في الرِّزْقِ وغَيْرِهِ. ﴿لِيَتَّخِذَ بَعْضُهم بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾ لِيَسْتَعْمِلَ بَعْضُهم بَعْضًا في حَوائِجِهِمْ فَيَحْصُلُ بَيْنَهم تَآلُفٌ وتَضامٌّ يَنْتَظِمُ بِذَلِكَ نِظامُ العالَمِ، لا لِكَمالٍ في المُوسَعِ ولا لِنَقْصٍ في المُقَتَّرِ، ثُمَّ إنَّهُ لا اعْتِراضَ لَهم عَلَيْنا في ذَلِكَ ولا تَصَرُّفَ فَكَيْفَ يَكُونُ فِيما هو أعْلى مِنهُ. ﴿وَرَحْمَتُ رَبِّكَ﴾ يَعْنِي هَذِهِ النُّبُوَّةَ وما يَتْبَعُها. ﴿خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ﴾ مِن حُطامِ الدُّنْيا والعَظِيمُ مَن رُزِقَ مِنها لا مِنهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب