الباحث القرآني

﴿والَّذِي خَلَقَ الأزْواجَ كُلَّها﴾ أصْنافَ المَخْلُوقاتِ. ﴿وَجَعَلَ لَكم مِنَ الفُلْكِ والأنْعامِ ما تَرْكَبُونَ﴾ ما تَرْكَبُونَهُ عَلى تَغْلِيبِ المُتَعَدِّي بِنَفْسِهِ عَلى المُتَعَدِّي بِغَيْرِهِ إذْ يُقالُ: رَكِبْتُ الدّابَّةَ ورَكِبْتُ في السَّفِينَةِ، أوِ المَخْلُوقِ لِلرُّكُوبِ عَلى المَصْنُوعِ لَهُ أوِ الغالِبِ عَلى النّادِرِ ولِذَلِكَ قالَ: ﴿لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ﴾ أيْ ظُهُورِ ما تَرْكَبُونَ وجَمَعَهُ لِلْمَعْنى. ﴿ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكم إذا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ﴾ تَذْكُرُوها بِقُلُوبِكم مُعْتَرِفِينَ بِها حامِدِينَ عَلَيْها. ﴿وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هَذا وما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾ مُطِيقِينَ مِن أقْرَنَ الشَّيْءَ إذا أطاقَهُ، وأصْلُهُ وجَدَ قَرِينَتَهُ إذِ الصَّعْبُ لا يَكُونُ قَرِينَةَ الضَّعِيفِ. وقُرِئَ بِالتَّشْدِيدِ والمَعْنى واحِدٌ. وَعَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ «أنَّهُ كانَ إذا وضَعَ رِجْلَهُ في الرِّكابِ قالَ: بِسْمِ اللَّهِ، فَإذا اسْتَوى عَلى الدّابَّةِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ عَلى كُلِّ حالٍ.» ﴿سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا﴾ هَذا إلى قَوْلِهِ: ﴿وَإنّا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ أيْ راجِعُونَ، واتِّصالُهُ بِذَلِكَ لِأنَّ الرُّكُوبَ لِلتَّنَقُّلِ والنُّقْلَةِ العُظْمى هو الِانْقِلابُ إلى اللَّهِ تَعالى، أوْ لِأنَّهُ مَخْطَرٌ فَيَنْبَغِي لِلرّاكِبِ أنْ لا يَغْفَلَ عَنْهُ ويَسْتَعِدَّ لِلِقاءِ اللَّهِ تَعالى.(p-88)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب