الباحث القرآني

﴿أفَلَمْ يَسِيرُوا في الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كانُوا أكْثَرَ مِنهم وأشَدَّ قُوَّةً وآثارًا في الأرْضِ﴾ ما بَقِيَ مِنهم مِنَ القُصُورِ والمَصانِعِ ونَحْوِهِما، وقِيلَ: آثارُ أقْدامِهِمْ في الأرْضِ لِعِظَمِ أجْرامِهِمْ. ﴿فَما أغْنى عَنْهم ما كانُوا يَكْسِبُونَ﴾ «ما» الأُولى نافِيَةٌ أوِ اسْتِفْهامِيَّةٌ مَنصُوبَةٌ بِـ أغْنى، والثّانِيَةُ مَوْصُولَةٌ أوْ مَصْدَرِيَّةٌ مَرْفُوعَةٌ بِهِ. ﴿فَلَمّا جاءَتْهم رُسُلُهم بِالبَيِّناتِ﴾ بِالمُعْجِزاتِ أوِ الآياتِ الواضِحاتِ. ﴿فَرِحُوا بِما عِنْدَهم مِنَ العِلْمِ﴾ واسْتَحْقَرُوا عِلْمَ الرُّسُلِ، والمُرادُ بِالعِلْمِ عَقائِدُهُمُ الزّائِغَةُ وشُبَهُهُمُ الدّاحِضَةُ كَقَوْلِهِ: بَلِ ادّارَكَ عِلْمُهم في الآخِرَةِ وهو قَوْلُهُمْ: لا نُبْعَثُ ولا نُعَذَّبُ، وما أظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً ونَحْوُها، وسَمّاها عِلْمًا عَلى زَعْمِهِمْ تَهَكُّمًا بِهِمْ، أوْ عِلْمُ الطَّبائِعِ والتَّنْجِيمِ والصَّنائِعِ ونَحْوُ ذَلِكَ، أوْ عِلْمُ الأنْبِياءِ، وفَرَحُهم بِهِ ضَحِكُهم مِنهُ واسْتِهْزاؤُهم بِهِ ويُؤَيِّدُهُ: ﴿وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ وقِيلَ: الفَرَحُ أيْضًا لِلرُّسُلِ فَإنَّهم لَمّا رَأوْا تَمادِيَ جَهْلِ الكُفّارِ وسُوءَ عاقِبَتِهِمْ فَرِحُوا بِما أُوتُوا مِنَ العِلْمِ وشَكَرُوا اللَّهَ عَلَيْهِ وحاقَ بِالكافِرِينَ جَزاءَ جَهْلِهِمْ واسْتِهْزائِهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب