الباحث القرآني

﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ ومَن حَوْلَهُ﴾ الكُرُوبِيُّونَ أعْلى طَبَقاتِ المَلائِكَةِ وأوَّلُهم وُجُودًا وحَمْلُهم إيّاهُ وحَفِيفُهم حَوْلَهُ مَجازٌ عَنْ حِفْظِهِمْ وتَدْبِيرِهِمْ لَهُ، أوْ كِنايَةٌ عَنْ قُرْبِهِمْ مِن ذِي العَرْشِ ومَكانَتِهِمْ عِنْدَهُ وتُوَسِّطِهِمْ في نَفاذِ أمْرِهِ. ﴿يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ يَذْكُرُونَ اللَّهَ بِمَجامِعِ الثَّناءِ مِن صِفاتِ الجَلالِ والإكْرامِ، وجَعَلَ التَّسْبِيحَ أصْلًا والحَمْدَ حالًا لِأنَّ الحَمْدَ مُقْتَضى حالِهِمْ دُونَ التَّسْبِيحِ. ﴿وَيُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ أخْبَرَ عَنْهم بِالإيمانِ إظْهارًا لِفَضْلِهِ وتَعْظِيمًا لِأهْلِهِ ومَساقُ الآيَةِ لِذَلِكَ كَما صَرَّحَ بِهِ بِقَوْلِهِ: ﴿وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ وإشْعارًا بِأنَّ حَمَلَةَ العَرْشِ وسُكّانَ الفَرْشِ في مَعْرِفَتِهِ سَواءٌ رَدًّا عَلى المُجَسِّمَةِ واسْتِغْفارِهِمْ شَفاعَتَهم وحَمْلِهِمْ عَلى التَّوْبَةِ وإلْهامِهِمْ ما يُوجِبُ المَغْفِرَةَ، وفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلى أنَّ المُشارَكَةَ في الإيمانِ تُوجِبُ النُّصْحَ والشَّفَقَةَ وإنْ تَخالَفَتِ الأجْناسُ لِأنَّها أقَوى المُناسَباتِ كَما قالَ تَعالى: ﴿إنَّما المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ﴾ ﴿رَبَّنا﴾ أيْ يَقُولُونَ رَبَّنا وهو بَيانٌ لِـ يَسْتَغْفِرُونَ أوْ حالٌ. ﴿وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وعِلْمًا﴾ أيْ وسِعَتْ رَحْمَتُكَ وعِلْمُكَ فَأُزِيلَ عَنْ أصْلِهِ لِلْإغْراقِ في وصْفِهِ بِالرَّحْمَةِ والعِلْمِ والمُبالَغَةِ في عُمُومِها، وتَقْدِيمِ الرَّحْمَةِ لِأنَّها المَقْصُودَةُ بِالذّاتِ هاهُنا. ﴿فاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا واتَّبَعُوا سَبِيلَكَ﴾ لِلَّذِينِ عَلِمْتَ مِنهُمُ التَّوْبَةَ واتِّباعَ سَبِيلِ الحَقِّ. ﴿وَقِهِمْ عَذابَ الجَحِيمِ﴾ واحْفَظْهم عَنْهُ وهو تَصْرِيحٌ بَعْدَ إشْعارٍ لِلتَّأْكِيدِ والدَّلالَةِ عَلى شِدَّةِ العَذابِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب