الباحث القرآني

﴿لا جَرَمَ﴾ لا رَدَّ لِما دَعَوْهُ إلَيْهِ، وجَرَمَ فِعْلٌ بِمَعْنى حَقَّ وفاعِلُهُ: ﴿أنَّما تَدْعُونَنِي إلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ في الدُّنْيا ولا في الآخِرَةِ﴾ أيْ حَقَّ عَدَمُ دَعْوَةِ آلِهَتِكم إلى عِبادَتِها أصْلًا لِأنَّها جَماداتٌ لَيْسَ لَها ما يَقْتَضِي أُلُوهِيَّتَها أوْ عَدَمُ دَعْوَةٍ مُسْتَجابَةٍ أوْ عَدَمُ اسْتِجابَةِ دَعْوَةٍ لَها. وقِيلَ: جَرَمَ بِمَعْنى كَسَبَ وفاعِلُهُ مُسْتَكِنٌ فِيهِ أيْ كَسَبَ ذَلِكَ الدُّعاءَ إلَيْهِ أنْ لا دَعْوَةَ لَهُ بِمَعْنى ما حَصَلَ مِن ذَلِكَ إلّا ظُهُورُ بُطْلانِ دَعَوْتِهِ، وقِيلَ: فَعَلَ مِنَ الجَرْمِ بِمَعْنى القَطْعِ كَما أنَّ بُدًّا مِن لا بُدَّ فِعْلٌ مِنَ التَّبْدِيدِ وهو التَّفْرِيقُ، والمَعْنى لا قَطْعَ لِبُطْلانِ دَعْوَةِ أُلُوهِيَّةِ الأصْنامِ أيْ لا يَنْقَطِعُ في وقْتٍ ما فَتَنْقَلِبُ حَقًّا، ويُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُمْ: لا جَرَمَ أنَّهُ يَفْعَلُ لُغَةً فِيهِ كالرُّشْدِ والرَّشَدِ. ﴿وَأنَّ مَرَدَّنا إلى اللَّهِ﴾ بِالمَوْتِ. ﴿وَأنَّ المُسْرِفِينَ﴾ في الضَّلالَةِ والطُّغْيانِ كالإشْراكِ وسَفْكِ الدِّماءِ. ﴿هم أصْحابُ النّارِ﴾ مُلازِمُوها. ﴿فَسَتَذْكُرُونَ﴾ وقُرِئَ: «فَسَتُذَكِّرُونَ» أيْ فَسَيُذَكِّرُ بَعْضُكم بَعْضًا عِنْدَ مُعايَنَةِ العَذابِ. ﴿ما أقُولُ لَكُمْ﴾ مِنَ النَّصِيحَةِ. ﴿وَأُفَوِّضُ أمْرِي إلى اللَّهِ﴾ لِيَعْصِمَنِي مِن كُلِّ سُوءٍ. ﴿إنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ﴾ فَيَحْرُسُهم وكَأنَّهُ جَوابٌ تَوَعُّدِهِمُ المَفْهُومُ مِن قَوْلِهِ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب