الباحث القرآني

﴿إلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إلى قَوْمٍ بَيْنَكم وبَيْنَهم مِيثاقٌ﴾ اسْتِثْناءٌ مِن قَوْلِهِ فَخُذُوهم واقْتُلُوهم أيْ: إلّا الَّذِينَ يَتَّصِلُونَ ويَنْتَهُونَ إلى قَوْمٍ عاهَدُوكُمْ، ويُفارِقُونَ مُحارَبَتَكم. والقَوْمُ هم خُزاعَةُ. وقِيلَ: هُمُ الأسْلَمِيُّونَ فَإنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وادَعَ وقْتَ خُرُوجِهِ إلى مَكَّةَ هِلالَ بْنَ عُوَيْمِرٍ الأسْلَمِيَّ عَلى أنْ لا يُعِينَهُ ولا يُعِينَ عَلَيْهِ، ومَن لَجَأ إلَيْهِ فَلَهُ مِنَ الجِوارِ مِثْلُ مالِهِ. وقِيلَ بَنُو بَكْرِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ. ﴿أوْ جاءُوكُمْ﴾ عُطِفَ عَلى الصِّلَةِ، أيْ أوِ الَّذِينَ جاءُوكم كافِّينَ عَنْ قِتالِكم وقِتالِ قَوْمِهِمُ، اسْتَثْنى مِنَ المَأْمُورِ بِأخْذِهِمْ وقَتْلِهِمْ مَن تَرَكَ المُحارِبِينَ فَلَحِقَ بِالمُعاهِدِينَ، أوْ أتى الرَّسُولَ ﷺ وكَفَّ عَنْ قِتالِ الفَرِيقَيْنِ، أوْ عَلى صِفَةِ قَوْمٍ وكَأنَّهُ قِيلَ: إلّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إلى قَوْمٍ مُعاهِدِينَ، أوْ قَوْمٍ كافِّينَ عَنِ القِتالِ لَكم وعَلَيْكم. والأوَّلُ أظْهَرُ لِقَوْلِهِ فَإنِ اعْتَزَلُوكم. وقُرِئَ بِغَيْرِ العاطِفِ عَلى أنَّهُ صِفَةٌ بَعْدَ صِفَةٍ أوْ بَيانٌ لِيَصِلُونَ أوِ اسْتِئْنافٌ. ﴿حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ﴾ حالٌ بِإضْمارِ قَدْ ويَدُلُّ عَلَيْهِ أنَّهُ قُرِئَ «حَصْرَةُ صُدُورِهِمْ» وحَصَراتُ صُدُورِهِمْ، أوْ بَيانٌ لِجاءُوكم وقِيلَ صِفَةُ مَحْذُوفٍ أيْ جاءُوكم قَوْمًا حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ، وهم بَنُو مُدْلِجٍ جاءُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ غَيْرَ مُقاتِلِينَ والحَصْرُ الضِّيقُ والِانْقِباضُ. ﴿أنْ يُقاتِلُوكم أوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ﴾ أيْ عَنْ أنَّ أوْ لِأنَّ أوْ كَراهَةَ أنْ يُقاتِلُوكم. ﴿وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهم عَلَيْكُمْ﴾ بِأنْ قَوّى قُلُوبَهم وبَسَطَ صُدُورَهم وأزالَ الرُّعْبَ عَنْهم. ﴿فَلَقاتَلُوكُمْ﴾ ولَمْ يَكُفُّوا عَنْكم. ﴿فَإنِ اعْتَزَلُوكم فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ﴾ فَإنْ لَمْ يَتَعَرَّضُوا لَكم. ﴿وَألْقَوْا إلَيْكُمُ السَّلَمَ﴾ الِاسْتِسْلامَ والِانْقِيادَ. ﴿فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكم عَلَيْهِمْ سَبِيلا﴾ فَما أذِنَ لَكم في أخْذِهِمْ وقَتْلِهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب