الباحث القرآني

﴿وَما لَكُمْ﴾ مُبْتَدَأٌ وخَبَرٌ. ﴿لا تُقاتِلُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ﴾ حالٌ والعامِلُ فِيها ما في الظَّرْفِ مِن مَعْنى الفِعْلِ. ﴿والمُسْتَضْعَفِينَ﴾ عَطْفٌ عَلى اسْمِ اللَّهِ تَعالى أيْ وفي سَبِيلِ المُسْتَضْعَفِينَ، وهو تَخْلِيصُهم مِنَ الأسْرِ وصَوْنُهم عَنِ العَدُوِّ، أوْ عَلى سَبِيلٍ بِحَذْفِ المُضافِ أيْ وفي خَلاصِ المُسْتَضْعَفِينَ، ويَجُوزُ نَصْبُهُ عَلى الِاخْتِصاصِ فَإنَّ سَبِيلَ اللَّهِ تَعالى يَعُمُّ أبْوابَ الخَيْرِ، وتَخْلِيصُ ضَعَفَةِ المُسْلِمِينَ مِن أيْدِي الكُفّارِ أعْظَمُها وأخَصُّها. ﴿مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ والوِلْدانِ﴾ بَيانٌ لِلْمُسْتَضْعَفِينَ وهُمُ المُسْلِمُونَ الَّذِينَ بَقُوا بِمَكَّةَ لِصَدِّ المُشْرِكِينَ، أوْ ضَعْفِهِمْ عَنِ الهِجْرَةِ مُسْتَذِلِّينَ مُمْتَحَنِينَ، وإنَّما ذُكِرَ الوَلَدانِ مُبالَغَةً في الحَثِّ وتَنْبِيهًا عَلى تَناهِي ظُلْمِ المُشْرِكِينَ بِحَيْثُ بَلَغَ أذاهُمُ الصِّبْيانَ، وأنَّ دَعْوَتَهم أُجِيبَتْ بِسَبَبِ مُشارَكَتِهِمْ في الدُّعاءِ حَتّى يُشارِكُوا في اسْتِنْزالِ الرَّحْمَةِ واسْتِدْفاعِ البَلِيَّةِ. وَقِيلَ المُرادُ بِهِ العَبِيدُ والإماءُ وهو جَمْعُ ولِيدٍ. ﴿الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أخْرِجْنا مِن هَذِهِ القَرْيَةِ الظّالِمِ أهْلُها واجْعَلْ لَنا مِن لَدُنْكَ ولِيًّا واجْعَلْ لَنا مِن لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾ فاسْتَجابَ اللَّهُ دُعاءَهم بِأنْ يَسَّرَ لِبَعْضِهِمُ الخُرُوجَ إلى المَدِينَةِ وجَعَلَ لِمَن بَقِيَ مِنهم خَيْرَ ولِيٍّ وناصِرٍ بِفَتْحِ مَكَّةَ عَلى نَبِيِّهِ ﷺ، فَتَوَلّاهم ونَصَرَهم ثُمَّ اسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَتّابَ بْنَ أُسِيدٍ فَحَماهم ونَصَرَهم حَتّى صارُوا أعَزَّ أهْلِها، والقَرْيَةُ مَكَّةُ والظّالِمُ صِفَتُها، وتَذْكِيرُهُ لِتَذْكِيرِ ما أُسْنِدَ إلَيْهِ فَإنَّ اسْمَ الفاعِلِ أوِ المَفْعُولِ إذا جَرى عَلى غَيْرِ مَن هو لَهُ كانَ كالفِعْلِ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ عَلى حَسَبِ ما عَمِلَ فِيهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب