الباحث القرآني

﴿وَلَوْ أنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أنِ اقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ﴾ تَعَرَّضُوا بِها لِلْقَتْلِ في الجِهادِ، أوِ اقْتُلُوها كَما قَتَلَ بَنُو إسْرائِيلَ وأنْ مَصْدَرِيَّةٌ أوْ مُفَسِّرَةٌ لِأنَّ كَتَبْنا في مَعْنى أمَرْنا. ﴿أوِ اخْرُجُوا مِن دِيارِكُمْ﴾ خُرُوجُهم حِينَ اسْتُتِيبُوا مِن عِبادَةِ العِجْلِ، وقَرَأ أبُو عَمْرٍو ويَعْقُوبُ أنِ اقْتُلُوا بِكَسْرِ النُّونِ عَلى أصْلِ التَّحْرِيكِ، أوِ اخْرُجُوُا بِضَمِّ الواوِ لِلِاتِّباعِ والتَّشْبِيهِ بِواوِ الجَمْعِ في نَحْوِ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَلا تَنْسَوُا الفَضْلَ﴾ وقَرَأ حَمْزَةُ وعاصِمٌ بِكَسْرِهِما عَلى الأصْلِ والباقُونَ بِضَمِّهِما إجْراءً لَهُما مَجْرى الهَمْزَةِ المُتَّصِلَةِ بِالفِعْلِ. ﴿ما فَعَلُوهُ إلا قَلِيلٌ مِنهُمْ﴾ إلّا أُناسٌ قَلِيلٌ وهُمُ المُخْلِصُونَ. لَمّا بَيَّنَ أنَّ إيمانَهم لا يَتِمُّ إلّا بِأنْ يُسَلِّمُوا حَقَّ التَّسْلِيمِ، نَبَّهَ عَلى قُصُورِ أكْثَرِهِمْ ووَهَنِ إسْلامِهِمْ، والضَّمِيرُ لِلْمَكْتُوبِ ودَلَّ عَلَيْهِ كَتَبْنا، أوْ لِأحَدِ مَصْدَرَيِ الفِعْلَيْنِ. وقَرَأ ابْنُ عامِرٍ بِالنَّصْبِ عَلى الِاسْتِثْناءِ أوْ عَلى إلّا فِعْلًا قَلِيلًا. ﴿وَلَوْ أنَّهم فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ﴾ مِن مُتابَعَةِ الرَّسُولِ ﷺ مُطاوَعَتُهُ طَوْعًا ورَغْبَةً. ﴿لَكانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ في عاجِلِهِمْ وآجِلِهِمْ. ﴿وَأشَدَّ تَثْبِيتًا﴾ في دِينِهِمْ لِأنَّهُ أشَدُّ لِتَحْصِيلِ العِلْمِ ونَفْيِ الشَّكِّ أوْ تَثْبِيتًا لِثَوابِ أعْمالِهِمْ ونَصْبُهُ عَلى التَّمْيِيزِ. والآيَةُ أيْضًا مِمّا نَزَلَتْ في شَأْنِ المُنافِقِ واليَهُودِيِّ. وقِيلَ إنَّها والَّتِي قَبْلَها نَزَلَتا في حاطِبِ بْنِ أبِي بَلْتَعَةَ خاصَمَ زُبَيْرًا في شِراجٍ مِنَ الجَرَّةِ كانا يَسْقِيانِ بِها النَّخْلَ، فَقالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: «اسْقِ يا زُبَيْرُ ثُمَّ أرْسِلِ الماءَ إلى جارِكَ، فَقالَ حاطِبٌ: لِأنْ كانَ ابْنَ عَمَّتِكَ. فَقالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ اسْقِ يا زُبَيْرُ ثُمَّ احْبِسِ الماءَ إلى الجُدَرِ واسْتَوْفِ حَقَّكَ، ثُمَّ أرْسِلْهُ إلى جارِكَ» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب