الباحث القرآني

﴿وَما أرْسَلْنا مِن رَسُولٍ إلا لِيُطاعَ بِإذْنِ اللَّهِ﴾ بِسَبَبِ إذْنِهِ في طاعَتِهِ وأمْرِهِ المَبْعُوثِ إلَيْهِمْ بِأنْ يُطِيعُوهُ، وكَأنَّهُ احْتَجَّ بِذَلِكَ عَلى أنَّ الَّذِي لَمْ يَرْضَ بِحُكْمِهِ وإنْ أظْهَرَ الإسْلامَ كانَ كافِرًا مُسْتَوْجِبَ القَتْلِ، وتَقْرِيرُهُ أنَّ إرْسالَ الرَّسُولِ لِما لَمْ يَكُنْ إلّا لِيُطاعَ كانَ مَن لَمْ يُطِعْهُ ولَمْ يَرْضَ بِحُكْمِهِ لَمْ يَقْبَلْ رِسالَتَهُ ومَن كانَ كَذَلِكَ كانَ كافِرًا مُسْتَوْجِبَ القَتْلِ. ﴿وَلَوْ أنَّهم إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ﴾ بِالنِّفاقِ أوِ التَّحاكُمِ إلى الطّاغُوتِ. ﴿جاءُوكَ﴾ تائِبِينَ مِن ذَلِكَ وهو خَبَرُ أنَّ وإذْ مُتَعَلِّقٌ بِهِ. ﴿فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ﴾ بِالتَّوْبَةِ والإخْلاصِ. ﴿واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ﴾ واعْتَذَرُوا إلَيْكَ حَتّى انْتَصَبْتَ لَهم شَفِيعًا، وإنَّما عَدَلَ الخِطابُ تَفْخِيمًا لِشَأْنِهِ وتَنْبِيهًا عَلى أنَّ مِن حَقِّ الرَّسُولِ أنْ يَقْبَلَ اعْتِذارَ التّائِبِ وإنْ عَظُمَ جُرْمُهُ ويَشْفَعَ لَهُ، ومِن مَنصِبِهِ أنْ يَشْفَعَ في كَبائِرِ الذُّنُوبِ. ﴿لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوّابًا رَحِيمًا﴾ لَعَلِمُوهُ قابِلًا لِتَوْبَتِهِمْ مُتَفَضِّلًا عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ، وإنْ فُسِّرَ وجَدَ بِصادَفَ كانَ تَوّابًا حالًا ورَحِيمًا بَدَلًا مِنهُ أوْ حالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِيهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب