الباحث القرآني

﴿لا خَيْرَ في كَثِيرٍ مِن نَجْواهُمْ﴾ مِن مُتَناجَيْهِمْ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَإذْ هم نَجْوى﴾ أوْ مِن تَناجِيهِمْ فَقَوْلُهُ: ﴿إلا مَن أمَرَ بِصَدَقَةٍ أوْ مَعْرُوفٍ﴾ عَلى حَذْفِ مُضافٍ أيْ إلّا نَجْوى مَن أمَرَ أوْ عَلى الِانْقِطاعِ بِمَعْنى ولَكِنَّ مَن أمَرَ بِصَدَقَةٍ فَفي نَجْواهُ الخَيْرُ، والمَعْرُوفُ كُلُّ ما يَسْتَحْسِنُهُ الشَّرْعُ ولا يُنْكِرُهُ العَقْلُ. وفُسِّرَ هاهُنا بِالقَرْضِ وإغاثَةِ المَلْهُوفِ وصَدَقَةِ التَّطَوُّعِ وسائِرِ ما فُسِّرَ بِهِ. ﴿أوْ إصْلاحٍ بَيْنَ النّاسِ﴾ أوْ إصْلاحِ ذاتِ البَيْنِ. ﴿وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أجْرًا عَظِيمًا﴾ بُنِيَ الكَلامُ عَلى الأمْرِ ورُتِّبَ الجَزاءُ عَلى الفِعْلِ لِيَدُلَّ عَلى أنَّهُ لَمّا دَخَلَ الآمِرُ في زُمْرَةِ الخَيِّرِينَ كانَ الفاعِلُ أدْخَلَ فِيهِمْ، وأنَّ العُمْدَةَ والغَرَضَ هو الفِعْلُ واعْتِبارُ الأمْرِ مِن حَيْثُ إنَّهُ وصْلَةٌ إلَيْهِ، وقُيِّدَ الفِعْلُ بِأنْ يَقُولَ لِطَلَبِ مَرْضاةِ اللَّهِ سُبْحانَهُ وتَعالى، لِأنَّ الأعْمالَ بِالنِّيّاتِ وأنَّ كُلَّ مَن فَعَلَ خَيْرًا رِياءً وسُمْعَةً لَمْ يَسْتَحِقَّ بِهِ مِنَ اللَّهِ أجْرًا. ووَصَفَ الأجْرَ بِالعَظْمِ تَنْبِيهًا عَلى حَقارَةِ ما فاتَ في جَنْبِهِ مِن أعْراضِ الدُّنْيا. وقَرَأ حَمْزَةُ وأبُو عَمْرٍو يُؤْتِيهِ بِالياءِ.(p-97)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب