الباحث القرآني

﴿والَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وصَدَّقَ بِهِ﴾ اللّامُ لِلْجِنْسِ لِيَتَناوَلَ الرُّسُلَ والمُؤْمِنِينَ لِقَوْلِهِ: ﴿أُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ﴾ وقِيلَ: هو النَّبِيُّ ﷺ والمُرادُ هو ومَن تَبِعَهُ كَما في قَوْلِهِ: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى الكِتابَ لَعَلَّهم يَهْتَدُونَ﴾ وقِيلَ: الجائِي هو الرَّسُولُ والمُصَدِّقُ أبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وذَلِكَ يَقْتَضِي إضْمارَ الَّذِي وهو غَيْرُ جائِزٍ. وقُرِئَ «وَصَدَقَ بِهِ» بِالتَّخْفِيفِ أيْ صَدَقَ بِهِ النّاسَ فَأدّاهُ إلَيْهِمْ كَما نَزَلَ مِن غَيْرِ تَحْرِيفٍ، أوْ صارَ صادِقًا بِسَبَبِهِ لِأنَّهُ مُعْجِزٌ يَدُلُّ عَلى صِدْقِهِ «وَصُدِّقَ بِهِ» عَلى البِناءِ لِلْمَفْعُولِ. ﴿لَهم ما يَشاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ في الجَنَّةِ. ﴿ذَلِكَ جَزاءُ المُحْسِنِينَ﴾ عَلى إحْسانِهِمْ. ﴿لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهم أسْوَأ الَّذِي عَمِلُوا﴾ خُصَّ الأسْوَأُ لِلْمُبالَغَةِ فَإنَّهُ إذا كَفَرَ كانَ غَيْرُهُ أوْلى بِذَلِكَ، أوْ (p-43)لِلْإشْعارِ بِأنَّهم لِاسْتِعْظامِهِمُ الذُّنُوبَ يَحْسَبُونَ أنَّهم مُقَصِّرُونَ مُذْنِبُونَ وأنَّ ما يُفَرِّطُ مِنهم مَنِ الصَّغائِرِ أسْوَأُ ذُنُوبِهِمْ، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ بِمَعْنى السَّيِّئِ كَقَوْلِهِمُ: النّاقِصُ والأشَجُّ أعْدَلا بَنِي مَرْوانَ، وقُرِئَ «أسْواءَ» جَمْعُ سُوءٍ. ﴿وَيَجْزِيَهم أجْرَهُمْ﴾ ويُعْطِيَهم ثَوابَهم. ﴿بِأحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فَيُعِدُّ لَهم مَحاسِنَ أعْمالِهِمْ بِأحْسَنِها في زِيادَةِ الأجْرِ وعِظَمِهِ لِفَرْطِ إخْلاصِهِمْ فِيها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب