الباحث القرآني

﴿اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ واذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ﴾ واذْكُرْ لَهم قِصَّتَهُ تَعْظِيمًا لِلْمَعْصِيَةِ في أعْيُنِهِمْ، فَإنَّهُ مَعَ عُلُوِّ شَأْنِهِ واخْتِصاصِهِ بِعَظائِمِ النِّعَمِ والمَكْرُماتِ لَمّا أتى صَغِيرَةً نَزَلَ عَنْ مَنزِلَتِهِ ووَبَّخَهُ المَلائِكَةُ بِالتَّمْثِيلِ والتَّعْرِيضِ حَتّى تَفَطَّنَ فاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وأنابَ فَما الظَّنُّ بِالكَفَرَةِ وأهْلِ الطُّغْيانِ، أوْ تَذَكَّرْ قِصَّتَهُ وصُنْ نَفْسَكَ أنْ تَزِلَّ فَيَلْقاكَ ما لَقِيَهُ مِنَ المُعاتَبَةِ عَلى إهْمالِ عِنانِ نَفْسِهِ أدْنى إهْمالٍ. ﴿ذا الأيْدِ﴾ ذا القُوَّةِ يُقالُ: فُلانٌ أيْدٍ وذُو أيْدٍ وآدٍ وأيادٍ بِمَعْنًى. ﴿إنَّهُ أوّابٌ﴾ رَجّاعٌ إلى مَرْضاةِ اللَّهِ تَعالى، وهو تَعْلِيلٌ لِـ ( الأيْدِ ) ودَلِيلٌ عَلى أنَّ المُرادَ بِهِ القُوَّةُ في الدِّينِ، وكانَ يَصُومُ يَوْمًا ويُفْطِرُ يَوْمًا ويَقُومُ نِصْفَ اللَّيْلِ. ﴿إنّا سَخَّرْنا الجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ﴾ قَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ، و ( يُسَبِّحْنَ ) حالٌ وُضِعَ مَوْضِعَ مُسَبِّحاتٍ لِاسْتِحْضارِ الحالِ الماضِيَةِ والدَّلالَةِ عَلى تَجَدُّدِ التَّسْبِيحِ حالًا بَعْدَ حالٍ. ﴿بِالعَشِيِّ والإشْراقِ﴾ ووَقْتِ الإشْراقِ وهو حِينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ أيْ تُضِيءُ ويَصْفُو شُعاعُها وهو وقْتُ الضُّحى، وأمّا شُرُوقُها فَطُلُوعُها يُقالُ: شَرَقَتِ الشَّمْسُ ولَمّا تُشْرِقْ. وَعَنْ أُمِّ هانِئٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «أنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ صَلّى صَلاةَ الضُّحى وقالَ: «هَذِهِ صَلاةُ الإشْراقِ».» وَعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: ما عَرَفْتُ صَلاةَ الضُّحى إلّا بِهَذِهِ الآيَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب