الباحث القرآني

﴿فَنَبَذْناهُ﴾ بِأنْ حَمْلَنا الحُوتَ عَلى لَفْظِهِ. ﴿بِالعَراءِ﴾ بِالمَكانِ الخالِي عَمّا يُغَطِّيهِ مِن شَجَرٍ أَّوْ نَبْتٍ. رُوِيَ أنَّ الحُوتَ سارَ مَعَ السَّفِينَةِ رافِعًا رَأْسَهُ يَتَنَفَّسُ فِيهِ يُونُسُ ويُسَبِّحُ حَتّى انْتَهَوْا إلى البَرِّ فَلَفَظَهُ، واخْتُلِفَ في مُدَّةِ لُبْثِهِ فَقِيلَ: بَعْضُ يَوْمٍ وقِيلَ: ثَلاثَةُ أيّامٍ وقِيلَ: سَبْعَةٌ، وقِيلَ: عِشْرُونَ وقِيلَ: أرْبَعُونَ. ﴿وَهُوَ سَقِيمٌ﴾ مِمّا نالَهُ قِيلَ: صارَ بَدَنُهُ كَبَدَنِ الطِّفْلِ حِينَ يُولَدُ. ﴿وَأنْبَتْنا عَلَيْهِ﴾ أيْ فَوْقَهُ مِظَلَّةً عَلَيْهِ. ﴿شَجَرَةً مِن يَقْطِينٍ﴾ مِن شَجَرٍ يَنْبَسِطُ عَلى وجْهِ الأرْضِ ولا يَقُومُ (p-19)عَلى ساقِهِ، يَفْعِيلٌ مَن قَطَنَ بِالمَكانِ إذا أقامَ بِهِ، والأكْثَرُ عَلى أنَّها كانَتِ الدَّبّاءَ غَطَّتْهُ بِأوْراقِها عَنِ الذُّبابِ فَإنَّهُ لا يَقَعُ عَلَيْهِ، ويَدُلُّ عَلَيْهِ أنَّهُ «قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: إنَّكَ لَتُحِبُّ القَرْعَ، قالَ: «أجَلْ هي شَجَرَةُ أخِي يُونُسَ» . وَقِيلَ: التِّينُ وقِيلَ: المَوْزُ تَغَطّى بِوَرَقِهِ واسْتَظَلَّ بِأغْصانِهِ وأفْطَرَ عَلى ثِمارِهِ. ﴿وَأرْسَلْناهُ إلى مِائَةِ ألْفٍ﴾ هم قَوْمُهُ الَّذِينَ هَرَبَ عَنْهم وهم أهْلُ نِينَوى، والمُرادُ بِهِ ما سَبَقَ مِن إرْسالِهِ أوْ إرْسالٌ ثانٍ إلَيْهِمْ أوْ إلى غَيْرِهِمْ. ﴿أوْ يَزِيدُونَ﴾ في مَرْأى النّاظِرِ أيْ إذا نَظَرَ إلَيْهِمْ، قالَ: هم مِائَةُ ألْفٍ أوْ يَزِيدُونَ، والمُرادُ الوَصْفُ بِالكَثْرَةِ وقُرِئَ بِالواوِ. ﴿فَآمَنُوا﴾ فَصَدَّقُوهُ أوْ فَجَدَّدُوا الإيمانَ بِهِ بِمَحْضَرِهِ. ﴿فَمَتَّعْناهم إلى حِينٍ﴾ إلى أجَلِهِمُ المُسَمّى، ولَعَلَّهُ إنَّما لَمْ يَخْتِمْ قِصَّتَهُ وقِصَّةَ لُوطٍ بِما خَتَمَ بِهِ سائِرَ القِصَصِ تَفْرِقَةً بَيْنَهُما وبَيْنَ أرْبابِ الشَّرائِعِ الكُبَرِ وأُولِي العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، أوِ اكْتِفاءً بِالتَّسْلِيمِ الشّامِلِ لِكُلِّ الرُّسُلِ المَذْكُورِينَ في آخِرِ السُّورَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب