الباحث القرآني

﴿فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وحِينَ تُصْبِحُونَ﴾ ﴿وَلَهُ الحَمْدُ في السَّماواتِ والأرْضِ وعَشِيًّا وحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ إخْبارٌ في مَعْنى الأمْرِ بِتَنْزِيهِ اللَّهِ تَعالى والثَّناءِ عَلَيْهِ في هَذِهِ الأوْقاتِ الَّتِي تَظْهَرُ فِيها قُدْرَتُهُ وتَتَجَدَّدُ فِيها نِعْمَتُهُ، أوْ دَلالَةٌ عَلى أنَّ ما يَحْدُثُ فِيها مِنَ الشَّواهِدِ النّاطِقَةِ بِتَنَزُّهِهِ واسْتِحْقاقِهِ الحَمْدَ مِمَّنْ لَهُ تَمْيِيزٌ مِن أهْلِ السَّمَواتِ والأرْضِ، وتَخْصِيصُ التَّسْبِيحِ بِالمَساءِ والصَّباحِ لِأنَّ آثارَ القُدْرَةِ والعَظَمَةِ فِيهِما أظْهَرُ، وتَخْصِيصُ الحَمْدِ بِالعَشِيِّ الَّذِي هو آخِرُ النَّهارِ مِن عَشى العَيْنُ إذا نَقَصَ نُورُها والظَّهِيرَةُ الَّتِي هي وسَطُهُ لِأنَّ تَجَدُّدَ النِّعَمِ فِيهِما أكْثَرُ، (p-204) وَيَجُوزُ أنْ يَكُونَ ( عَشِيًّا ) مَعْطُوفًا عَلى ﴿حِينَ تُمْسُونَ﴾ وقَوْلُهُ ﴿وَلَهُ الحَمْدُ في السَّماواتِ والأرْضِ﴾ اعْتِراضًا. وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ الآيَةَ جامِعَةٌ لِلصَّلَواتِ الخَمْسِ ( تُمْسُونَ ) صَلاتا المَغْرِبِ والعَشاءِ، و ( تُصْبِحُونَ ) صَلاةُ الفَجْرِ، و ( عَشِيًّا ) صَلاةُ العَصْرِ، و ( تُظْهِرُونَ ) صَلاةُ الظُّهْرِ. ولِذَلِكَ زَعَمَ الحَسَنُ أنَّها مَدَنِيَّةٌ لِأنَّهُ كانَ يَقُولُ كانَ الواجِبُ بِمَكَّةَ رَكْعَتَيْنِ في أيِّ وقْتٍ اتَّفَقَتا وإنَّما فَرْضُهُ الخَمْسَ بِالمَدِينَةِ، والأكْثَرُ عَلى أنَّها فُرِضَتْ بِمَكَّةَ. وَعَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ «مَن سَرَّهُ أنْ يُكالَ لَهُ بِالقَفِيزِ الأوْفى فَلْيَقُلْ فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ الآيَةَ» . وَعَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ «مَن قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ إلى قَوْلِهِ وكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ أدْرَكَ ما فاتَهُ في لَيْلَتِهِ، ومَن قالَهُ حِينَ يُمْسِي أدْرَكَ ما فاتَهُ في يَوْمِهِ» . وَقُرِئَ «حِينًا تُمْسُونَ» و «حِينًا تُصْبِحُونَ» أيْ تُمْسُونَ فِيهِ وتُصْبِحُونَ فِيهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب