الباحث القرآني

﴿إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ﴾ جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ مُؤَكِّدَةٌ لِلْأُولى أيْ لا دِينَ مَرْضِيًّا عِنْدَ اللَّهِ سِوى الإسْلامِ، وهو التَّوْحِيدُ والتَّدَرُّعُ بِالشَّرْعِ الَّذِي جاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ ﷺ، وقَرَأ الكِسائِيُّ بِالفَتْحِ عَلى أنَّهُ بَدَلٌ مِن أنَّهُ بَدَلُ الكُلِّ إنْ فُسِّرَ الإسْلامُ بِالإيمانِ، أوْ بِما يَتَضَمَّنُهُ وبَدَلُ اشْتِمالٍ إنْ فُسِّرَ بِالشَّرِيعَةِ. وقُرِئَ أنَّهُ بِالكَسْرِ وأنَّ بِالفَتْحِ عَلى وُقُوعِ الفِعْلِ عَلى الثّانِي، واعْتِراضُ ما بَيْنَهُما أوْ إجْراءُ شَهِدَ مَجْرى قالَ تارَةً وعَلِمَ أُخْرى لِتَضَمُّنِهِ مَعْناهُما. ﴿وَما اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ﴾ مِنَ اليَهُودِ والنَّصارى، أوْ مِن أرْبابِ الكُتُبِ المُتَقَدِّمَةِ في دِينِ الإسْلامِ فَقالَ قَوْمٌ إنَّهُ حَقٌّ وقالَ قَوْمٌ إنَّهُ مَخْصُوصٌ بِالعَرَبِ ونَفاهُ آخَرُونَ مُطْلَقًا، أوْ في التَّوْحِيدِ فَثَلَّثَتِ النَّصارى وقالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ. وقِيلَ هم قَوْمُ مُوسى اخْتَلَفُوا بَعْدَهُ. وقِيلَ هُمُ النَّصارى اخْتَلَفُوا في أمْرِ عِيسى عَلَيْهِ (p-10)السَّلامُ. ﴿إلا مِن بَعْدِ ما جاءَهُمُ العِلْمُ﴾ أيْ بَعْدَ ما عَلِمُوا حَقِيقَةَ الأمْرِ وتَمَكَّنُوا مِنَ العِلْمِ بِها بِالآياتِ والحُجَجِ. ﴿بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ حَسَدًا بَيْنَهم وطَلَبًا لِلرِّئاسَةِ، لا لِشُبْهَةٍ وخَفاءٍ في الأمْرِ. ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسابِ﴾ وعِيدٌ لِمَن كَفَرَ مِنهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب