الباحث القرآني

﴿لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أتَوْا ويُحِبُّونَ أنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهم بِمَفازَةٍ مِنَ العَذابِ﴾ الخِطابُ لِلرَّسُولِ ﷺ، ومَن ضَمَّ الباءَ جَعَلَ الخِطابَ لَهُ ولِلْمُؤْمِنِينَ، والمَفْعُولُ الأوَّلُ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ والثّانِي بِمَفازَةٍ، وقَوْلُهُ فَلا تَحْسَبَنَّهم تَأْكِيدٌ والمَعْنى: لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما فَعَلُوا مِنَ التَّدْلِيسِ وكِتْمانِ الحَقِّ ويُحِبُّونَ أنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا مِنَ الوَفاءِ بِالمِيثاقِ وإظْهارِ الحَقِّ والإخْبارِ بِالصِّدْقِ، بِمَفازَةٍ بِمَنجاةٍ مِنَ العَذابِ أيْ فائِزِينَ بِالنَّجاةِ مِنهُ، وقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ وأبُو عَمْرٍو بِالياءِ وفَتْحِ الباءِ في الأوَّلِ وضَمِّها في الثّانِي عَلى أنَّ الَّذِينَ فاعِلٌ ومَفْعُولا يَحْسَبَنَّ مَحْذُوفانِ يَدُلُّ عَلَيْهِما مَفْعُولا مُؤَكِّدِهِ، فَكَأنَّهُ قِيلَ ولا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أتَوْا فَلا يَحْسَبَنَّ أنْفُسَهم بِمَفازَةٍ، أوِ المَفْعُولُ الأوَّلُ مَحْذُوفٌ وقَوْلُهُ فَلا تَحْسَبَنَّهم تَأْكِيدٌ لِلْفِعْلِ وفاعِلِهِ ومَفْعُولِهِ الأوَّلِ. ﴿وَلَهم عَذابٌ ألِيمٌ﴾ بِكُفْرِهِمْ وتَدْلِيسِهِمْ. رُوِيَ أنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ « (سَألَ اليَهُودَ عَنْ شَيْءٍ مِمّا في (p-54)التَّوْراةِ فَأخْبَرُوهُ بِخِلافِ ما كانَ فِيها وأرَوْهُ أنَّهم قَدْ صَدَقُوهُ وفَرِحُوا بِما فَعَلُوا فَنَزَلَتْ.» وَقِيلَ: نَزَلَتْ في قَوْمٍ تَخَلَّفُوا عَنِ الغَزْوِ ثُمَّ اعْتَذَرُوا بِأنَّهم رَأوُا المَصْلَحَةَ في التَّخَلُّفِ واسْتَحْمَدُوا بِهِ. وقِيلَ: نَزَلَتْ في المُنافِقِينَ فَإنَّهم يَفْرَحُونَ بِمُنافَقَتِهِمْ ويَسْتَحْمِدُونَ إلى المُسْلِمِينَ بِالإيمانِ الَّذِي لَمْ يَفْعَلُوهُ عَلى الحَقِيقَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب