الباحث القرآني

﴿شَهِدَ اللَّهُ أنَّهُ لا إلَهَ إلا هُوَ﴾ بَيْنَ وحْدانِيَّتِهِ بِنَصْبِ الدَّلائِلِ الدّالَّةِ عَلَيْها وإنْزالِ الآياتِ النّاطِقَةِ بِها. ﴿والمَلائِكَةُ﴾ بِالإقْرارِ. ﴿وَأُولُو العِلْمِ﴾ بِالإيمانِ بِها والِاحْتِجاجِ عَلَيْها، شَبَّهَ ذَلِكَ في البَيانِ والكَشْفِ بِشَهادَةِ الشّاهِدِ. ﴿قائِمًا بِالقِسْطِ﴾ مُقِيمًا لِلْعَدْلِ في قَسْمِهِ وحُكْمِهِ وانْتِصابِهِ عَلى الحالِ مِنَ اللَّهِ، وإنَّما جازَ إفْرادُهُ بِها ولَمْ يَجُزْ جاءَ زَيْدٌ وعَمْرٌو راكِبًا لِعَدَمِ اللَّبْسِ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَوَهَبْنا لَهُ إسْحاقَ ويَعْقُوبَ نافِلَةً﴾ أوْ مَن هو والعامِلُ فِيها مَعْنى الجُمْلَةِ أيْ تَفَرَّدَ قائِمًا، أوْ أحَقَّهُ لِأنَّها حالٌ مُؤَكَّدَةٌ، أوْ عَلى المَدْحِ، أوِ الصِّفَةِ لِلْمَنفِيِّ وفِيهِ ضَعْفٌ لِلْفَصْلِ وهو مُنْدَرِجٌ في المَشْهُودِ بِهِ إذا جَعَلْتَهُ صِفَةً، أوْ حالًا مِنَ الضَّمِيرِ. وقُرِئَ «القائِمُ بِالقِسْطِ» عَلى البَدَلِ عَنْ هو أوِ الخَبَرِ لِمَحْذُوفٍ. ﴿لا إلَهَ إلا هُوَ﴾ كَرَّرَهُ لِلتَّأْكِيدِ ومَزِيدُ الِاعْتِناءِ بِمَعْرِفَةِ أدِلَّةِ التَّوْحِيدِ والحُكْمِ بِهِ بَعْدَ إقامَةِ الحُجَّةِ ولِيَبْنِيَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ: ﴿العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ فَيَعْلَمُ أنَّهُ المَوْصُوفُ بِهِما، وقَدَّمَ العَزِيزُ لِتَقْدِيمِ العِلْمِ بِقُدْرَتِهِ عَلى العِلْمِ بِحِكْمَتِهِ، ورَفْعُهُما عَلى البَدَلِ مِنَ الضَّمِيرِ أوِ الصِّفَةِ لِفاعِلِ شَهِدَ. وَقَدْ رُوِيَ في فَضْلِها أنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ قالَ: «يُجاءُ بِصاحِبِها يَوْمَ القِيامَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعالى: «إنَّ لِعَبْدِي هَذا عِنْدِي عَهْدًا وأنا أحَقُّ مَن وفّى بِالعَهْدِ، أدْخِلُوا عَبْدِي الجَنَّةَ».» وَهِيَ دَلِيلٌ عَلى فَضْلِ عِلْمِ أُصُولِ الدِّينِ وشَرَفِ أهْلِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب