الباحث القرآني

﴿أُولَئِكَ جَزاؤُهم مَغْفِرَةٌ مِن رَبِّهِمْ وجَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهارُ خالِدِينَ فِيها﴾ خَبَرٌ لِلَّذِينِ إنِ ابْتَدَأْتَ بِهِ، وجُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ مُبَيِّنَةٌ لِما قَبْلَها إنْ عَطَفْتَهُ عَلى المُتَّقِينَ، أوْ عَلى الَّذِينَ يُنْفِقُونَ. ولا يَلْزَمُ مِن إعْدادِ الجَنَّةِ لِلْمُتَّقِينَ والتّائِبِينَ جَزاءً لَهم أنْ لا يَدْخُلَها المُصِرُّونَ، كَما لا يَلْزَمُ مِن إعْدادِ النّارِ لِلْكافِرِينَ جَزاءً لَهم أنْ لا يَدْخُلَها غَيْرُهُمْ، وتَنْكِيرُ جَنّاتٍ عَلى الأوَّلِ يَدُلُّ عَلى أنَّ ما هم أدْوَنُ مِمّا لِلْمُتَّقِينَ المَوْصُوفِينَ بِتِلْكَ الصِّفاتِ المَذْكُورَةِ في الآيَةِ المُتَقَدِّمَةِ، وكَفاكَ فارِقًا بَيْنَ القَبِيلَيْنِ أنَّهُ فَصَلَ آيَتَهم بِأنْ بَيَّنَ أنَّهم مُحْسِنُونَ مُسْتَوْجِبُونَ لِمَحَبَّةِ اللَّهِ، وذَلِكَ لِأنَّهم حافَظُوا عَلى حُدُودِ الشَّرْعِ وتَخَطَّوْا إلى التَّخَصُّصِ بِمَكارِمِهِ، وفَصَلَ آيَةَ هَؤُلاءِ بِقَوْلِهِ: ﴿وَنِعْمَ أجْرُ العامِلِينَ﴾ لِأنَّ المُتَدارِكَ لِتَقْصِيرِهِ كالعامِلِ لِتَحْصِيلِ بَعْضِ ما فَوَّتَ عَلى نَفْسِهِ، وكَمْ بَيْنَ المُحْسِنِ والمُتَدارِكِ والمَحْبُوبِ والأجِيرِ، ولَعَلَّ تَبْدِيلَ لَفْظِ الجَزاءِ بِالأجْرِ لِهَذِهِ النُّكْتَةِ، والمَخْصُوصُ بِالمَدْحِ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ ونِعْمَ أجْرُ العامِلِينَ ذَلِكَ يَعْنِي المَغْفِرَةَ والجَنّاتِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب