الباحث القرآني

﴿قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها﴾ بِتَغْيِيرِ هَيْئَتِهِ وشَكْلِهِ. ﴿نَنْظُرْ﴾ جَوابُ الأمْرِ، وقُرِئَ بِالرَّفْعِ عَلى الِاسْتِئْنافِ. ﴿أتَهْتَدِي أمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ﴾ إلى مَعْرِفَتِهِ أوِ الجَوابِ الصَّوابِ، وقِيلَ إلى الإيمانِ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ إذا رَأتْ تَقَدُّمَ عَرْشِها وقَدْ خَلَّفَتْهُ مُغْلِّقَةً عَلَيْهِ الأبْوابَ مُوَكِّلَةً عَلَيْها الحُرّاسَ. ﴿فَلَمّا جاءَتْ قِيلَ أهَكَذا عَرْشُكِ﴾ تَشْبِيهًا عَلَيْها زِيادَةً في امْتِحانِ عَقْلِها إذْ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ بِسَخافَةِ العَقْلِ. ﴿قالَتْ كَأنَّهُ هُوَ﴾ ولَمْ تَقُلْ هو هو لِاحْتِمالِ أنْ يَكُونَ مِثْلَهُ وذَلِكَ مِن كَمالِ عَقْلِها. ﴿وَأُوتِينا العِلْمَ مِن قَبْلِها وكُنّا مُسْلِمِينَ﴾ مِن تَتِمَّةِ كَلامِها كَأنَّها ظَنَّتْ أنَّهُ أرادَ بِذَلِكَ اخْتِبارَ عَقْلِها وإظْهارَ مُعْجِزَةٍ لَها فَقالَتْ: وأُوتِينا العِلْمَ بِكَمالِ قُدْرَةِ اللَّهِ وصِحَّةِ نُبُوَّتِكَ قَبْلَ هَذِهِ الحالَةِ، أوِ المُعْجِزَةُ مِمّا تَقَدَّمَ مِنَ الآياتِ. وقِيلَ إنَّهُ مِن كَلامِ سُلَيْمانَ عَلَيْهِ السَّلامُ وقَوْمِهِ وعَطَفُوهُ عَلى جَوابِها لِما فِيهِ مِنَ الدَّلالَةِ عَلى إيمانِها بِاللَّهِ ورَسُولِهِ حَيْثُ جَوَّزَتْ أنْ يَكُونَ ذَلِكَ عَرْشَها تَجْوِيزًا غالِبًا، وإحْضارُهُ ثَمَّةَ مِنَ المُعْجِزاتِ الَّتِي لا يَقْدِرُ عَلَيْها غَيْرُ اللَّهِ تَعالى ولا تَظْهَرُ إلّا عَلى يَدِ الأنْبِياءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، أيْ وأُوتِينا العِلْمَ بِاللَّهِ وقُدْرَتِهِ وصِحَّةِ ما جاءَ بِهِ مِن عِنْدِهِ قَبْلَها وكُنّا مُنْقادِينَ لِحُكْمِهِ ولَمْ نَزَلْ عَلى دِينِهِ، ويَكُونُ غَرَضُهم فِيهِ التَّحَدُّثَ بِما أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ التَّقَدُّمِ في ذَلِكَ شُكْرًا لِلَّهِ تَعالى.(p-162)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب