الباحث القرآني

﴿قالَتْ إنَّ المُلُوكَ إذا دَخَلُوا قَرْيَةً﴾ عَنْوَةً وغَلَبَةً. ﴿أفْسَدُوها﴾ تَزْيِيفٌ لَمّا أحَسَّتْ مِنهم مِنَ المَيْلِ إلى المُقاتَلَةِ بِادِّعائِهِمُ القُوى الذّاتِيَّةِ والعَرَضِيَّةِ، وإشْعارٌ بِأنَّها تَرى الصُّلْحَ مَخافَةَ أنْ يَتَخَطّى سُلَيْمانُ خُطَطَهم فَيُسْرِعَ إلى إفْسادِ ما يُصادِفُهُ مِن أمْوالِهِمْ وعِماراتِهِمْ، ثُمَّ أنَّ الحَرْبَ سِجالٌ لا تَدْرِي عاقِبَتَها. ﴿وَجَعَلُوا أعِزَّةَ أهْلِها أذِلَّةً﴾ بِنَهْبِ أمْوالِهِمْ وتَخْرِيبِ دِيارِهِمْ إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الإهانَةِ والأسْرِ. ﴿وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ تَأْكِيدٌ لِما وصَفَتْ مِن حالِهِمْ وتَقْرِيرٌ بِأنَّ ذَلِكَ مِن عاداتِهِمُ الثّابِتَةِ المُسْتَمِرَّةِ، أوْ تَصْدِيقٌ لَها مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ. ﴿وَإنِّي مُرْسِلَةٌ إلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ﴾ بَيانٌ لِما تَرى تَقْدِيمَهُ في المُصالَحَةِ، والمَعْنى إنِّي مُرْسَلَةٌ رُسُلًا بِهَدِيَّةٍ أدْفَعُهُ بِها عَنْ مُلْكِي. ﴿فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُونَ﴾ مِن حالِهِ حَتّى أعْمَلَ بِحَسَبِ ذَلِكَ. رُوِيَ أنَّها بَعَثَتْ مُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو في وفْدٍ وأرْسَلَتْ مَعَهم غِلْمانًا عَلى زِيِّ الجَوارِي وجِوارِي عَلى زِيِّ الغِلْمانِ، وحُقًّا فِيهِ دُرَّةٌ عَذْراءُ وجَزَعَةٌ مُعْوَجَّةُ الثُّقْبِ وقالَتْ: إنْ كانَ نَبِيًّا مَيَّزَ بَيْنَ الغِلْمانِ والجَوارِي وثُقْبِ الدُّرَّةِ ثُقْبًا مُسْتَوِيًا وسَلَكَ في الخَرَزَةِ خَيْطًا، فَلَمّا وصَلُوا إلى مُعَسْكَرِهِ ورَأوْا عَظَمَةَ شَأْنِهِ تَقاصَرَتْ إلَيْهِمْ نُفُوسُهم، فَلَمّا وقَفُوا بَيْنَ يَدَيْهِ وقَدْ سَبَقَهم جِبْرِيلُ بِالحالِ فَطَلَبَ الحَقَّ وأخْبَرَ عَمّا فِيهِ، فَأمَرَ الأرَضَةَ فَأخَذَتْ شَعْرَةً ونَفَذَتْ في الدُّرَّةِ وأمَرَ دُودَةً بَيْضاءَ فَأخَذَتِ الخَيْطَ ونَفَذَتْ في الجَزَعَةِ، ودَعا بِالماءِ فَكانَتِ الجارِيَةُ تَأْخُذُ الماءَ بِيَدِها فَتَجْعَلُهُ في الأُخْرى ثُمَّ تَضْرِبُ بِهِ وجْهَها والغُلامُ كَما يَأْخُذُهُ يَضْرِبُ بِهِ وجْهَهُ ثُمَّ رَدَّ الهَدِيَّةَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب