الباحث القرآني

﴿قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إلَهًا غَيْرِي لأجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ﴾ عُدُولًا إلى التَّهْدِيدِ عَنِ المُحاجَّةِ بَعْدَ الِانْقِطاعِ وهَكَذا دَيْدَنُ المُعانِدِ المَحْجُوجِ، واسْتُدِلَّ بِهِ عَلى ادِّعائِهِ الأُلُوهِيَّةَ وإنْكارِهِ الصّانِعَ وأنَّ تَعَجُّبَهُ بِقَوْلِهِ ﴿ألا تَسْتَمِعُونَ﴾ مِن نِسْبَةِ الرُّبُوبِيَّةِ إلى غَيْرِهِ، ولَعَلَّهُ كانَ دَهْرِيًّا اعْتَقَدَ أنَّ مَن مَلَكَ قُطْرًا أوْ تَوَلّى أمْرَهُ بِقُوَّةِ طالِعِهِ اسْتَحَقَّ العِبادَةَ مِن أهْلِهِ، واللّامُ في ﴿المَسْجُونِينَ﴾ لِلْعَهْدِ أيْ مِمَّنْ عَرَفْتَ حالَهم في سُجُونِي فَإنَّهُ كانَ يَطْرَحُهم في هُوَّةٍ عَمِيقَةٍ حَتّى يَمُوتُوا ولِذَلِكَ جَعَلَ أبْلَغُ مِن لَأسْجُنَنَّكَ. ﴿قالَ أوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ﴾ أيْ أتَفْعَلُ ذَلِكَ ولَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ يُبَيِّنُ صِدْقَ دَعْوايَ، يَعْنِي المُعْجِزَةَ فَإنَّها (p-137) الجامِعَةُ بَيْنَ الدَّلالَةِ عَلى وُجُودِ الصّانِعِ وحِكْمَتِهِ والدَّلالَةِ عَلى صِدْقِ مُدَّعِي نُبُوَّتِهِ، فالواوُ لِلْحالِ ولِيَها الهَمْزَةُ بَعْدَ حَذْفِ الفِعْلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب