الباحث القرآني

﴿وَإنَّ رَبَّكَ لَهو العَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ هَذا آخِرُ القِصَصِ السَّبْعِ المَذْكُورَةِ عَلى سَبِيلِ الِاخْتِصارِ تَسْلِيَةً لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وتَهْدِيدًا لِلْمُكَذِّبِينَ بِهِ، وإطْرادُ نُزُولِ العَذابِ عَلى تَكْذِيبِ الأُمَمِ بَعْدَ إنْذارِ الرُّسُلِ بِهِ، واقْتِراحِهِمْ لَهُ اسْتِهْزاءً وعَدَمِ مُبالاةٍ بِهِ يَدْفَعُ أنْ يُقالَ إنَّهُ كانَ بِسَبَبِ اتِّصالاتٍ فَلَكِيَّةٍ أوْ كانَ ابْتِلاءً لَهم لا مُؤاخَذَةً عَلى تَكْذِيبِهِمْ. ﴿وَإنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ العالَمِينَ﴾ ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ﴾ . ﴿عَلى قَلْبِكَ﴾ تَقْرِيرٌ لِحَقِيَةِ تِلْكَ القِصَصِ وتَنْبِيهٌ عَلى إعْجازِ القُرْآنِ ونُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ، فَإنَّ الإخْبارَ عَنْها مِمَّنْ لَمْ يَتَعَلَّمْها لا يَكُونُ إلّا وحْيًا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، والقَلْبُ إنْ أرادَ بِهِ الرُّوحَ فَذاكَ وإنْ أرادَ بِهِ العُضْوَ فَتَخْصِيصُهُ، لِأنَّ المَعانِيَ الرُّوحانِيَّةَ إنَّما تَنْزِلُ أوَّلًا عَلى الرُّوحِ ثُمَّ تَنْتَقِلُ مِنهُ إلى القَلْبِ لِما بَيْنَهُما مِنَ التَّعَلُّقِ، ثُمَّ تَتَصَعَّدُ مِنهُ إلى الدِّماغِ فَيَنْتَقِشُ بِها لَوْحُ المُتَخَيَّلَةِ، و ( الرُّوحُ الأمِينُ ) جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَإنَّهُ أمِينُ اللَّهِ عَلى وحْيِهِ. وقَرَأ ابْنُ عامِرٍ وأبُو بَكْرٍ وحَمْزَةُ والكِسائِيُّ بِتَشْدِيدِ الزّايِ ونَصْبِ ( الرُّوحَ الأمِينَ ) . ﴿لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ﴾ عَمّا يُؤَدِّي إلى عَذابِ مَن فَعَلَ أوْ تَرَكَ.(p-150) ﴿بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ واضِحِ المَعْنى لِئَلّا يَقُولُوا ما نَصْنَعُ بِما لا نَفْهَمُهُ فَهو مُتَعَلِّقٌ بِـ ( نَزَلَ )، ويَجُوزُ أنْ يَتَعَلَّقَ بِالمُنْذِرِينَ أيْ لِتَكُونَ مِمَّنْ أنْذَرُوا بِلُغَةِ العَرَبِ وهم هُودٌ وصالِحٌ وإسْماعِيلُ وشُعَيْبٌ ومُحَمَّدٌ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ. ﴿وَإنَّهُ لَفي زُبُرِ الأوَّلِينَ﴾ وإنَّ ذِكْرَهُ أوْ مَعْناهُ لَفي الكُتُبِ المُتَقَدِّمَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب