الباحث القرآني

﴿قالَ رَبِّ إنِّي أخافُ أنْ يُكَذِّبُونِ﴾ ﴿وَيَضِيقُ صَدْرِي ولا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأرْسِلْ إلى هارُونَ﴾ رَتَّبَ اسْتِدْعاءَ ضَمِّ أخِيهِ إلَيْهِ وإشْراكَهُ لَهُ في الأمْرِ عَلى الأُمُورِ الثَّلاثَةِ: خَوْفُ التَّكْذِيبِ، وضِيقُ القَلْبِ انْفِعالًا عَنْهُ، وازْدِيادُ الحَبْسَةِ في اللِّسانِ بِانْقِباضِ الرُّوحِ إلى باطِنِ القَلْبِ عِنْدَ ضِيقِهِ بِحَيْثُ لا يَنْطَلِقُ، لِأنَّها إذا اجْتَمَعَتْ مَسَّةُ الحاجَةِ إلى مُعِينٍ يُقَوِّي قَلْبَهُ ويَنُوبُ مَنابَهُ مَتى تَعْتَرِيهِ حَبْسَةٌ حَتّى لا تَخْتَلَّ دَعْوَتُهُ ولا تَنْبَتِرَ حُجَّتُهُ، ولَيْسَ ذَلِكَ تَعَلُّلًا مِنهُ وتَوَقُّفًا في تَلَقِّي الأمْرِ، بَلْ طَلَبًا لِما يَكُونُ مَعُونَةً عَلى امْتِثالِهِ وتَمْهِيدَ عُذْرِهِ فِيهِ، وقَرَأ يَعْقُوبُ ﴿وَيَضِيقُ﴾ ﴿وَلا يَنْطَلِقُ﴾ بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلى ﴿يُكَذِّبُونِ﴾ فَيَكُونانِ مِن جُمْلَةِ ما خافَ مِنهُ. ﴿وَلَهم عَلَيَّ ذَنْبٌ﴾ أيْ تَبِعَةُ ذَنْبٍ فَحُذِفَ المُضافُ أوْ سُمِّيَ بِاسْمِهِ، والمُرادُ قَتْلُ القِبْطِيِّ وإنَّما سَمّاهُ ذَنْبًا عَلى زَعْمِهِمْ، وهَذا اخْتِصارُ قِصَّتِهِ المَبْسُوطَةِ في مَواضِعَ. ﴿فَأخافُ أنْ يَقْتُلُونِ﴾ بِهِ قَبْلَ أداءِ الرِّسالَةِ، وهو أيْضًا لَيْسَ تَعَلُّلًا وإنَّما هو اسْتِدْفاعٌ لِلْبَلِيَّةِ المُتَوَقَّعَةِ، كَما أنَّ ذاكَ اسْتِمْدادٌ واسْتِظْهارٌ في أمْرِ الدَّعْوَةِ وقَوْلِهِ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب