الباحث القرآني

﴿قُلْ ما يَعْبَأُ بِكم رَبِّي﴾ ما يَصْنَعُ بِكم مَن عَبَّأْتُ الجَيْشَ إذا هَيَّأْتُهُ أوْ لا يَعْتَدُّ بِكم. ﴿لَوْلا دُعاؤُكُمْ﴾ لَوْلا عِبادَتُكم فَإنَّ شَرَفَ الإنْسانِ وكَرامَتَهُ بِالمَعْرِفَةِ والطّاعَةِ وإلّا فَهو وسائِرُ الحَيَواناتِ سَواءٌ. وقِيلَ مَعْناهُ ما يَصْنَعُ بِعَذابِكم لَوْلا دُعاؤُكم مَعَهُ آلِهَةً وما إنْ جُعِلَتِ اسْتِفْهامِيَّةً فَمَحَلُّها النَّصْبُ عَلى المَصْدَرِ كَأنَّهُ قِيلَ: أيُّ عِبْءٍ يَعْبَأُ بِكم. ﴿فَقَدْ كَذَّبْتُمْ﴾ بِما أخْبَرْتُكم بِهِ حَيْثُ خالَفْتُمُوهُ. وقِيلَ فَقَدْ قَصَّرْتُمْ في العِبادَةِ مِن قَوْلِهِمْ: كَذَبَ القِتالُ إذا لَمْ يُبالِغْ فِيهِ. وقُرِئَ «فَقَدْ كَذَّبَ الكافِرُونَ» أيِ الكافِرُونَ مِنكم لِأنَّ تَوَجُّهَ الخِطابِ إلى النّاسِ عامَّةٌ بِما وُجِدَ في جِنْسِهِمْ مِنَ العِبادَةِ والتَّكْذِيبِ. ﴿فَسَوْفَ يَكُونُ لِزامًا﴾ يَكُونُ جَزاءُ التَّكْذِيبِ لازِمًا يَحِيقُ بِكم لا مَحالَةَ، أوْ أثَرُهُ لازِمًا بِكم حَتّى يَكُبَّكم في النّارِ، وإنَّما أُضْمِرَ مِن غَيْرِ ذِكْرٍ لِلتَّهْوِيلِ والتَّنْبِيهِ عَلى أنَّهُ لا يَكْتَنِهُهُ الوَصْفُ، وقِيلَ المُرادُ قَتْلُ يَوْمِ بَدْرٍ وأنَّهُ لُوزِمَ بَيْنَ القَتْلى لِزامًا، وقُرِئَ «لَزامًا» بِالفَتْحِ بِمَعْنى اللُّزُومِ كالثَّباتِ والثُّبُوتِ. عَنِ النَّبِيِّ ﷺ «مَن قَرَأ سُورَةَ الفُرْقانِ لَقِيَ اللَّهَ وهو مُؤْمِنٌ بِأنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وأُدْخِلَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ نَصَبٍ» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب