الباحث القرآني

﴿لَقَدْ أنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ﴾ لِلْحَقائِقِ بِأنْواعِ الدَّلائِلِ. ﴿واللَّهُ يَهْدِي مَن يَشاءُ﴾ بِالتَّوْفِيقِ لِلنَّظَرِ فِيها والتَّدَبُّرِ لِمَعانِيها. ﴿إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ هو دِينُ الإسْلامِ المُوَصِّلُ إلى دَرْكِ الحَقِّ والفَوْزِ بِالجَنَّةِ. ﴿وَيَقُولُونَ آمَنّا بِاللَّهِ وبِالرَّسُولِ﴾ نَزَلَتْ في بِشْرٍ المُنافِقِ خاصَمَ يَهُودِيًّا فَدَعاهُ إلى كَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ وهو يَدْعُوهُ إلى النَّبِيِّ ﷺ . وقِيلَ في مُغِيرَةَ بْنِ وائِلٍ خاصَمَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في أرْضٍ فَأبى أنْ يُحاكِمَهُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ . ﴿وَأطَعْنا﴾ أيْ وأطَعْناهُما. ﴿ثُمَّ يَتَوَلّى﴾ بِالِامْتِناعِ عَنْ قَبُولِ حُكْمِهِ. ﴿فَرِيقٌ مِنهم مِن بَعْدِ ذَلِكَ﴾ بَعْدَ قَوْلِهِمْ هَذا. ﴿وَما أُولَئِكَ بِالمُؤْمِنِينَ﴾ إشارَةٌ إلى القائِلِينَ بِأسْرِهِمْ فَيَكُونُ إعْلامًا مِنَ اللَّهِ تَعالى بِأنَّ جَمِيعَهم وإنْ آمَنُوا بِلِسانِهِمْ لَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهم، أوْ إلى الفَرِيقِ مِنهم وسَلَبَ الإيمانَ عَنْهم لِتَوَلِّيهِمْ، والتَّعْرِيفُ فِيهِ لِلدَّلالَةِ عَلى أنَّهم لَيْسُوا بِالمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ عَرَفْتَهم وهُمُ المُخْلِصُونَ في الإيمانِ والثّابِتُونَ عَلَيْهِ. ﴿وَإذا دُعُوا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ﴾ أيْ لِيَحْكُمَ النَّبِيُّ ﷺ فَإنَّهُ الحاكِمُ ظاهِرًا والمَدْعُوُّ إلَيْهِ، وذُكِرَ اللَّهُ لِتَعْظِيمِهِ والدَّلالَةِ عَلى أنَّ حُكْمَهُ ﷺ في الحَقِيقَةِ حُكْمُ اللَّهِ تَعالى ﴿إذا فَرِيقٌ مِنهم مُعْرِضُونَ﴾ فاجَأ فَرِيقٌ مِنهُمُ الإعْراضَ إذا كانَ الحَقُّ عَلَيْهِمْ لِعِلْمِهِمْ بِأنَّكَ لا تَحْكُمُ لَهم، وهو شَرْحٌ لِلتَّوَلِّي ومُبالَغَةٌ فِيهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب