الباحث القرآني

﴿الزّانِي لا يَنْكِحُ إلا زانِيَةً أوْ مُشْرِكَةً والزّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إلا زانٍ أوْ مُشْرِكٌ﴾ إذِ الغالِبُ أنَّ المائِلَ إلى الزِّنا (p-99) لا يَرْغَبُ في نِكاحِ الصَّوالِحِ والمُسافِحَةَ لا يَرْغَبُ فِيها الصُّلَحاءُ، فَإنَّ المُشاكَلَةَ عِلَّةٌ لِلْأُلْفَةِ والتَّضامِّ، والمُخالَفَةُ سَبَبٌ لِلنُّفْرَةِ والِافْتِراقِ. وكانَ حَقُّ المُقابِلَةِ أنْ يُقالَ والزّانِيَةُ لا تَنْكِحُ إلّا مَن هو زانٍ أوْ مُشْرِكٌ. لَكِنَّ المُرادَ بَيانُ أحْوالِ الرِّجالِ في الرَّغْبَةِ فِيهِنَّ، لِأنَّ الآيَةَ نَزَلَتْ في ضَعَفَةِ المُهاجِرِينَ لَمّا هَمُّوا أنْ يَتَزَوَّجُوا بَغايا يَكْرِينَ أنْفُسَهُنَّ لِيُنْفِقْنَ عَلَيْهِمْ مِن أكْسابِهِنَّ عَلى عادَةِ الجاهِلِيَّةِ ولِذَلِكَ قَدَّمَ الزّانِي. ﴿وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلى المُؤْمِنِينَ﴾ لِأنَّهُ تَشَبُّهٌ بِالفُسّاقِ وتَعَرُّضٌ لِلتُّهْمَةِ وتَسَبُّبٌ لِسُوءِ القالَةِ والطَّعْنِ في النَّسَبِ وغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ المَفاسِدِ، ولِذَلِكَ عَبَّرَ عَنِ التَّنْزِيهِ بِالتَّحْرِيمِ مُبالَغَةً. وقِيلَ النَّفْيُ بِمَعْنى النَّهْيِ، وقَدْ قُرِئَ بِهِ والحُرْمَةُ عَلى ظاهِرِها والحُكْمُ مَخْصُوصٌ بِالسَّبَبِ الَّذِي ورَدَ فِيهِ، أوْ مَنسُوخٌ بِقَوْلِهِ: ﴿وَأنْكِحُوا الأيامى مِنكُمْ﴾ فَإنَّهُ يَتَناوَلُ المُسافِحاتِ، ويُؤَيِّدُهُ أنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقالَ: «أوَّلُهُ سِفاحٌ وآخِرُهُ نِكاحٌ والحَرامُ لا يُحَرِّمُ الحَلالَ»، وقِيلَ المُرادُ بِالنِّكاحِ الوَطْءُ فَيُؤَوَّلُ إلى نَهْيِ الزّانِي عَنِ الزِّنا إلّا بِزانِيَةٍ، والزّانِيَةُ أنْ يَزْنِيَ بِها إلّا زانٍ وهو فاسِدٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب