الباحث القرآني

﴿وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكم ورَحْمَتُهُ في الدُّنْيا والآخِرَةِ﴾ لَوْلا هَذِهِ لِامْتِناعِ الشَّيْءِ لِوُجُودِ غَيْرِهِ، والمَعْنى لَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكم في الدُّنْيا بِأنْواعِ النِّعَمِ الَّتِي مِن جُمْلَتِها الإمْهالُ لِلتَّوْبَةِ ورَحْمَتُهُ في الآخِرَةِ بِالعَفْوِ والمَغْفِرَةِ المُقَدَّرانِ لَكم. ﴿لَمَسَّكُمْ﴾ عاجِلًا. ﴿فِي ما أفَضْتُمْ﴾ خُضْتُمْ. ﴿فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾ يُسْتَحْقَرُ دُونَهُ اللَّوْمُ والجَلْدُ. ﴿إذْ﴾ ظَرْفُ( لَمَسَّكُمْ) أوْ ( أفَضْتُمْ ) . ﴿تَلَقَّوْنَهُ بِألْسِنَتِكُمْ﴾ يَأْخُذُهُ بَعْضُكم مِن بَعْضٍ بِالسُّؤالِ عَنْهُ يُقالُ تَلَقّى القَوْلَ كَتَلَقُّفِهِ وتَلَقُّنِهِ، قُرِئَ «تَتَلَقَّوْنَهُ» عَلى الأصْلِ و ( تَلَقَّوْنَهُ ) مِن لَقِيَهُ إذا لَقِفَهُ و ( تِلْقَوْنَهُ ) بِكَسْرِ حَرْفِ المُضارَعَةِ و ( تَلَقَّوْنَهُ ) مِن إلْقائِهِ بَعْضُهم عَلى بَعْضٍ، و ( تَلَقَّوْنَهُ ) و «تَألْقَوْنَهُ» مِنَ الألْقِ والألَقِ وهو الكَذِبُ، و «تَثْقَفُونَهُ» مِن ثَقِفْتُهُ إذا طَلَبْتُهُ فَوَجَدْتُهُ و «تَقْفُونَهُ» أيْ تَتَّبِعُونَهُ. ﴿وَتَقُولُونَ بِأفْواهِكُمْ﴾ أيْ وتَقُولُونَ كَلامًا مُخْتَصًّا بِالأفْواهِ بِلا مُساعَدَةٍ مِنَ القُلُوبِ. ﴿ما لَيْسَ لَكم بِهِ عِلْمٌ﴾ لِأنَّهُ لَيْسَ تَعْبِيرًا عَنْ عِلْمٍ بِهِ في قُلُوبِكم كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿يَقُولُونَ بِأفْواهِهِمْ ما لَيْسَ في قُلُوبِهِمْ﴾ . ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا﴾ سَهْلًا لا تَبِعَةَ لَهُ. ﴿وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾ في الوِزْرِ واسْتِجْرارِ العَذابِ، فَهَذِهِ ثَلاثَةُ آثامٍ مُتَرَتِّبَةٌ عَلَّقَ بِها مَسَّ العَذابِ العَظِيمِ، تَلَقِّي الإفْكِ بِألْسِنَتِهِمْ والتَّحَدُّثُ بِهِ مِن غَيْرِ تَحَقُّقٍ واسْتِصْغارُهم لِذَلِكَ وهو عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب