الباحث القرآني

﴿لَوْلا﴾ هَلّا ﴿إذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والمُؤْمِناتُ بِأنْفُسِهِمْ خَيْرًا﴾ بِالَّذِينَ مِنهم مَنِ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَلا تَلْمِزُوا أنْفُسَكُمْ﴾ . وإنَّما عَدَلَ فِيهِ مِنَ الخِطابِ إلى الغَيْبَةِ مُبالَغَةً في التَّوْبِيخِ وإشْعارًا بِأنَّ الإيمانَ يَقْتَضِي ظَنَّ الخَيْرِ بِالمُؤْمِنِينَ والكَفَّ عَنِ الطَّعْنِ فِيهِمْ وذَبَّ الطّاعِنِينَ عَنْهم كَما يَذُبُّونَهم عَنْ أنْفُسِهِمْ. وَإنَّما جازَ الفَصْلُ بَيْنَ لَوْلا وفِعْلِهِ بِالظَّرْفِ لِأنَّهُ مُنَزَّلٌ مَنزِلَتَهُ مِن حَيْثُ إنَّهُ لا يَنْفَكُّ عَنْهُ وذَلِكَ يَتَّسِعُ فِيهِ ما لا يَتَّسِعُ في غَيْرِهِ، وذَلِكَ لِأنَّ ذِكْرَ الظَّرْفِ أهَمُّ فَإنَّ التَّحْضِيضَ عَلى أنْ لا يَخْلُوا بِأوَّلِهِ. ﴿وَقالُوا هَذا إفْكٌ مُبِينٌ﴾ كَما يَقُولُ المُسْتَيْقِنُ المُطَّلِعُ عَلى الحالِ. ﴿لَوْلا جاءُوا عَلَيْهِ بِأرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الكاذِبُونَ﴾ مِن جُمْلَةِ المَقُولِ تَقْرِيرًا لِكَوْنِهِ كَذِبًا فَإنَّ ما لا حُجَّةَ عَلَيْهِ كَذِبٌ عِنْدَ اللَّهِ أيْ في حُكْمِهِ، ولِذَلِكَ رَتَّبَ الحَدَّ عَلَيْهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب