الباحث القرآني

﴿أفَلَمْ يَدَّبَّرُوا القَوْلَ﴾ أيِ القُرْآنَ لِيَعْلَمُوا أنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ بِإعْجازِ لَفْظِهِ ووُضُوحِ مَدْلُولِهِ. ﴿أمْ جاءَهم ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الأوَّلِينَ﴾ مِنَ الرَّسُولِ والكِتابِ، أوْ مِنَ الأمْنِ مِن عَذابِ اللَّهِ تَعالى فَلَمْ يَخافُوا كَما خافَ آباؤُهُمُ الأقْدَمُونَ كَإسْماعِيلَ وأعْقابِهِ فَآمَنُوا بِهِ وبِكُتُبِهِ ورُسُلِهِ وأطاعُوهُ. ﴿أمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ﴾ بِالأمانَةِ والصِّدْقِ وحُسْنِ الخُلُقِ وكَمالِ العِلْمِ مَعَ عَدَمِ التَّعَلُّمِ إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِمّا هو صِفَةُ الأنْبِياءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ. ﴿فَهم لَهُ مُنْكِرُونَ﴾ دَعْواهُ لِأحَدِ هَذِهِ الوُجُوهِ إذْ لا وجْهَ لَهُ غَيْرُها، فَإنَّ إنْكارَ الشَّيْءِ قَطْعًا أوْ ظَنًّا إنَّما يَتَّجِهُ إذا ظَهَرَ امْتِناعُهُ بِحَسَبِ النَّوْعِ أوِ الشَّخْصِ أوْ بُحِثَ عَمّا يَدُلُّ عَلَيْهِ أقْصى ما يُمْكِنُ فَلَمْ يُوجَدْ. ﴿أمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ﴾ فَلا يُبالُونَ بِقَوْلِهِ وكانُوا يَعْلَمُونَ أنَّهُ ﷺ أرْجَحُهم عَقْلًا وأدَقُّهم نَظَرًا. ﴿بَلْ جاءَهم (p-92)بِالحَقِّ وأكْثَرُهم لِلْحَقِّ كارِهُونَ﴾ لِأنَّهُ يُخالِفُ شَهَواتِهِمْ وأهْواءَهم فَلِذَلِكَ أنْكَرُوهُ، وإنَّما قَيَّدَ الحُكْمَ بِالأكْثَرِ لِأنَّهُ كانَ مِنهم مَن تَرَكَ الإيمانَ اسْتِنْكافًا مِن تَوْبِيخِ قَوْمِهِ أوْ لِقِلَّةِ فِطْنَتِهِ وعَدَمِ فِكْرَتِهِ لا كَراهَةً لِلْحَقِّ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب