الباحث القرآني

﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ في اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ تَكْرِيرٌ لِلتَّأْكِيدِ ولِما نِيطَ بِهِ مِنَ الدَّلالَةِ بِقَوْلِهِ: ﴿وَلا هُدًى ولا كِتابٍ مُنِيرٍ﴾ عَلى أنَّهُ لا سَنَدَ لَهُ مِنَ اسْتِدْلالٍ أوْ وحْيٍ، أوِ الأوَّلُ في المُقَلِّدِينَ وهَذا في المُقَلَّدِينَ، والمُرادُ بِالعِلْمِ العِلْمُ الفِطْرِيُّ لِيَصِحَّ عَطْفُ الـ ( هُدًى ) والـ ( كِتابٍ ) عَلَيْهِ. ﴿ثانِيَ عِطْفِهِ﴾ مُتَكَبِّرًا وثَنْيُ العِطْفِ كِنايَةٌ عَنِ التَّكَبُّرِ كَلِيِّ الجِيدِ، أوْ مُعْرِضًا عَنِ الحَقِّ اسْتِخْفافًا بِهِ. وَقُرِئَ بِفَتْحِ العَيْنِ أيْ مانِعٌ تَعَطُّفَهُ. ﴿لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ عِلَّةٌ لِلْجِدالِ، وقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ وأبُو عَمْرٍو ورُوَيْسٌ بِفَتْحِ الياءِ عَلى أنَّ إعْراضَهُ عَنِ الهُدى المُتَمَكِّنَ مِنهُ بِالإقْبالِ عَلى الجِدالِ الباطِلِ خُرُوجٌ مِنَ الهُدى إلى الضَّلالِ، وأنَّهُ مِن حَيْثُ مُؤَدّاهُ كالغَرَضِ لَهُ. ﴿لَهُ في الدُّنْيا خِزْيٌ﴾ وهو ما أصابَهُ يَوْمَ بَدْرٍ. ﴿وَنُذِيقُهُ يَوْمَ القِيامَةِ عَذابَ الحَرِيقِ﴾ المَحْرُوقُ وهو النّارُ. ﴿ذَلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ﴾ عَلى الِالتِفاتِ، أوْ إرادَةِ القَوْلِ أيْ يُقالُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ ذَلِكَ الخِزْيُ والتَّعْذِيبُ بِسَبَبِ ما اقْتَرَفْتَهُ مِنَ الكُفْرِ والمَعاصِي. ﴿وَأنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ وإنَّما هو مُجازٍ لَهم عَلى أعْمالِهِمُ المُبالَغَةُ لِكَثْرَةِ العَبِيدِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب