الباحث القرآني

﴿ذَلِكَ﴾ أيِ الأمْرُ ذَلِكَ. ﴿وَمَن عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ﴾ ولَمْ يَزِدْ في الِاقْتِصاصِ، وإنَّما سُمِّيَ الِابْتِداءُ بِالعِقابِ الَّذِي هو الجَزاءُ لِلِازْدِواجِ أوْ لِأنَّهُ سَبَبُهُ. ﴿ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ﴾ بِالمُعاوَدَةِ إلى العُقُوبَةِ. ﴿لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ﴾ لا مَحالَةَ. ﴿إنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾ لِلْمُنْتَصِرِ حَيْثُ اتَّبَعَ هَواهُ في الِانْتِقامِ وأعْرَضَ عَمّا نَدَبَ اللَّهُ إلَيْهِ بِقَوْلِهِ: ﴿وَلَمَن صَبَرَ وغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِن عَزْمِ الأُمُورِ﴾ وفِيهِ تَعْرِيضٌ بِالحَثِّ عَلى العَفْوِ والمَغْفِرَةِ، فَإنَّهُ تَعالى مَعَ كَمالِ قُدْرَتِهِ وتَعالى شَأْنُهُ لَمّا كانَ يَعْفُو ويَغْفِرُ فَغَيْرُهُ بِذَلِكَ أوْلى، وتَنْبِيهٌ عَلى أنَّهُ تَعالى قادِرٌ عَلى العُقُوبَةِ إذْ لا يُوصَفُ بِالعَفْوِ إلّا القادِرُ عَلى ضِدِّهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب