الباحث القرآني

﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالعَذابِ﴾ المُتَوَعَّدِ بِهِ. ﴿وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وعْدَهُ﴾ لِامْتِناعِ الخُلْفِ في خَبَرِهِ فَيُصِيبُهم ما أوْعَدَهم بِهِ ولَوْ بَعْدَ حِينٍ لَكِنَّهُ صَبُورٌ لا يُعَجِّلُ بِالعُقُوبَةِ. ﴿وَإنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَألْفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ﴾ بَيانٌ لِتَناهِي صَبْرِهِ وتَأنِّيهِ حَتّى اسْتَقْصَرَ المَدَدَ الطِّوالَ، أوْ لِتَمادِي عَذابِهِ وطُولِ أيّامِهِ حَقِيقَةً، أوْ مِن حَيْثُ إنَّ أيّامَ الشَّدائِدِ مُسْتَطالَةٌ، وقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ وحَمْزَةُ والكِسائِيُّ بِالياءِ. ﴿وَكَأيِّنْ مِن قَرْيَةٍ﴾ وكَمْ مِن أهْلِ قَرْيَةٍ فَحُذِفَ المُضافُ وأُقِيمَ المُضافُ إلَيْهِ مَقامَهُ في الإعْرابِ، ورَجْعُ الضَّمائِرِ والأحْكامِ مُبالَغَةً في التَّعْمِيمِ والتَّهْوِيلِ وإنَّما عَطَفَ الأُولى بِالفاءِ وهَذِهِ بِالواوِ، لِأنَّ الأُولى بَدَلٌ مِن قَوْلِهِ ﴿فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ﴾ وهَذِهِ في حُكْمِ ما تَقَدَّمَها مِنَ الجُمْلَتَيْنِ لِبَيانِ أنَّ المُتَوَعَّدَ بِهِ يَحِيقُ بِهِمْ لا مَحالَةَ وأنَّ تَأْخِيرَهُ لِعادَتِهِ تَعالى. ﴿أمْلَيْتُ لَها﴾ كَما أمْهَلْتُكم. ﴿وَهِيَ ظالِمَةٌ﴾ مِثْلُكم. ﴿ثُمَّ أخَذْتُها﴾ بِالعَذابِ. ﴿وَإلَيَّ المَصِيرُ﴾ وإلى حُكْمِي مَرْجِعُ الجَمِيعِ.(p-75)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب