الباحث القرآني

﴿إذْ تَمْشِي أُخْتُكَ﴾ ظَرْفٌ لِـ ( ألْقَيْتُ ) أوْ ( لِتُصْنَعَ ) أوْ بَدَلٌ مِن ﴿إذْ أوْحَيْنا﴾ عَلى أنَّ المُرادَ بِها وقْتٌ مُتَّسِعٌ. ﴿فَتَقُولُ هَلْ أدُلُّكم عَلى مَن يَكْفُلُهُ﴾ وذَلِكَ لِأنَّهُ كانَ لا يَقْبَلُ ثَدْيَ المَراضِعِ، فَجاءَتْ أُخْتُهُ مَرْيَمُ مُتَفَحِّصَةً خَبَرَهُ فَصادَفَتْهم يَطْلُبُونَ لَهُ مُرْضِعَةً يَقْبَلُ ثَدْيَها فَقالَتْ ﴿هَلْ أدُلُّكُمْ﴾ فَجاءَتْ بِأُمِّهِ فَقَبِلَ ثَدْيَها. ﴿فَرَجَعْناكَ إلى أُمِّكَ﴾ وفاءً بِقَوْلِنا ﴿إنّا رادُّوهُ إلَيْكِ﴾ ﴿كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها﴾ بِلِقائِكَ. ﴿وَلا تَحْزَنَ﴾ هي بِفِراقِكَ أوْ أنْتَ عَلى فِراقِها وفَقْدِ إشْفاقِها. ﴿وَقَتَلْتَ نَفْسًا﴾ نَفْسَ القِبْطِيِّ الَّذِي اسْتَغاثَهُ عَلَيْهِ الإسْرائِيلِيُّ. ﴿فَنَجَّيْناكَ مِنَ الغَمِّ﴾ غَمِّ قَتْلِهِ خَوْفًا (p-28) مِن عِقابِ اللَّهِ تَعالى واقْتِصاصِ فِرْعَوْنَ بِالمَغْفِرَةِ والأمْنِ مِنهُ بِالهِجْرَةِ إلى مَدْيَنَ. ﴿وَفَتَنّاكَ فُتُونًا﴾ وابْتَلَيْناكَ ابْتِلاءً، أوْ أنْواعًا مِنَ الِابْتِلاءِ عَلى أنَّهُ جَمْعُ فَتَنَ أوْ فِتْنَةٍ عَلى تَرْكِ الِاعْتِدادِ بِالتّاءِ كَحُجُوزٍ وبُدُورٍ في حُجْزَةٍ وبَدْرَةٍ، فَخَلَّصْناكَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرى وهو إجْمالٌ لِما نالَهُ في سَفَرِهِ مِنَ الهِجْرَةِ عَنِ الوَطَنِ ومُفارَقَةِ الأُلّافِ، والمَشْيِ راجِلًا عَلى حَذَرٍ وفَقْدِ الزّادِ وأجْرِ نَفْسِهِ إلى غَيْرِ ذَلِكَ أوَّلُهُ ولِما سَبَقَ ذِكْرُهُ. ﴿فَلَبِثْتَ سِنِينَ في أهْلِ مَدْيَنَ﴾ لَبِثْتَ فِيهِمْ عَشْرَ سِنِينَ قَضاءً لِأوْفى الأجَلَيْنِ، ومَدِينُ عَلى ثَمانِ مَراحِلَ مِن مِصْرَ. ﴿ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ﴾ قَدَّرْتُهُ لِأنْ أُكَلِّمَكَ وأسْتَنْبِئَكَ غَيْرَ مُسْتَقْدَمٍ وقْتُهُ المُعَيَّنُ ولا مُسْتَأْخَرٌ، أوْ عَلى مِقْدارٍ مِنَ السِّنِّ يُوحى فِيهِ إلى الأنْبِياءِ. ﴿يا مُوسى﴾ كَرَّرَهُ عَقِيبَ ما هو غايَةُ الحِكايَةِ لِلتَّنْبِيهِ عَلى ذَلِكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب