الباحث القرآني

﴿وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى﴾ عُطِفَ عَلى الشَّرْطِيَّةِ المَحْكِيَّةِ بَعْدَ القَوْلِ كَأنَّهُ لَمّا بَيَّنَ أنَّ إمْهالَ الكافِرِ وتَمْتِيعَهُ بِالحَياةِ الدُّنْيا لَيْسَ لِفَضْلِهِ، أرادَ أنْ يُبَيِّنَ أنَّ قُصُورَ حَظِّ المُؤْمِنِ مِنها لَيْسَ لِنَقْصِهِ بَلْ لِأنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ أرادَ بِهِ ما هو خَيْرٌ لَهُ وعِوَضُهُ مِنهُ، وقِيلَ عُطِفَ عَلى ﴿فَلْيَمْدُدْ﴾ لِأنَّهُ في مَعْنى الخَبَرِ كَأنَّهُ قِيلَ مَن كانَ في الضَّلالَةِ يَزِيدُ اللَّهُ في ضَلالِهِ ويَزِيدُ المُقابِلُ لَهُ هِدايَةً. ﴿والباقِياتُ الصّالِحاتُ﴾ الطّاعاتُ الَّتِي تَبْقى عائِدَتُها أبَدَ الآبادِ، ويَدْخُلُ فِيها ما قِيلَ مِنَ الصَّلَواتِ الخَمْسِ وقَوْلِ سُبْحانَ اللَّهِ والحَمْدُ لِلَّهِ ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ واللَّهُ أكْبَرُ. ﴿خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوابًا﴾ عائِدَةٌ مِمّا مُتِّعَ بِهِ الكَفَرَةُ مِنَ النِّعَمِ المُخْدِجَةِ الفانِيَةِ الَّتِي يَفْتَخِرُونَ بِها سِيَّما ومَآلُها النَّعِيمُ المُقِيمُ ومَآلُ هَذِهِ الحَسْرَةُ والعَذابُ الدّائِمُ كَما أشارَ إلَيْهِ بِقَوْلِهِ: ﴿وَخَيْرٌ مَرَدًّا﴾ والخَيْرُ ها هُنا إمّا لِمُجَرَّدِ الزِّيادَةِ أوْ عَلى طَرِيقَةِ قَوْلِهِمُ الصَّيْفُ أحَرُّ مِنَ الشِّتاءِ، أيْ أبْلَغُ في حَرِّهِ مِنهُ في بَرْدِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب