الباحث القرآني

﴿وَيَقُولُ الإنْسانُ﴾ المُرادُ بِهِ الجِنْسُ بِأسْرِهِ فَإنَّ المَقُولَ مَقُولٌ فِيما بَيْنَهم وإنْ لَمْ يَقُلْهُ كُلُّهم كَقَوْلِكَ: بَنُو فُلانٍ قَتَلُوا فُلانًا والقاتِلُ واحِدٌ مِنهم، أوْ بَعْضُهُمُ المَعْهُودُ وهُمُ الكَفَرَةُ أوْ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ فَإنَّهُ أخَذَ عِظامًا بالِيَةً فَفَتَّها وقالَ: يَزْعُمُ مُحَمَّدٌ أنّا نُبْعَثُ بَعْدَ ما نَمُوتُ. ﴿أإذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا﴾ مِنَ الأرْضِ أوْ مِن حالِ المَوْتِ، وتَقْدِيمُ الظَّرْفِ وإيلاؤُهُ حَرْفَ الإنْكارِ لِأنَّ المُنْكَرَ كَوْنُ ما بَعْدَ المَوْتِ وقْتَ الحَياةِ، وانْتِصابُهُ بِفِعْلٍ دَلَّ عَلَيْهِ ﴿أُخْرَجُ﴾ لا بِهِ فَإنَّ ما بَعْدَ اللّامِ لا يَعْمَلُ فِيما قَبْلَها، وهي ها هُنا مُخْلَصَةٌ لِلتَّوْكِيدِ مُجَرَّدَةٌ عَنْ مَعْنى الحالِ كَما خَلُصَتِ الهَمْزَةُ واللّامُ في يا أللَّهُ لِلتَّعْوِيضِ فَساغَ اقْتِرانُها بِحَرْفِ الِاسْتِقْبالِ. ورُوِيَ عَنِ ابْنِ ذَكْوانَ (إذا ما مِتُّ) بِهَمْزَةٍ واحِدَةٍ مَكْسُورَةٍ عَلى الخَبَرِ. ﴿أوَلا يَذْكُرُ الإنْسانُ﴾ عُطِفَ عَلى ( يَقُولُ )، وتَوْسِيطُ هَمْزَةِ الإنْكارِ بَيْنَهُ وبَيْنَ العاطِفِ مَعَ أنَّ الأصْلَ أنْ يَتَقَدَّمَهُما لِلدَّلالَةِ عَلى أنَّ المُنْكَرَ بِالذّاتِ هو المَعْطُوفُ وأنَّ المَعْطُوفَ عَلَيْهِ إنَّما نَشَأ مِنهُ فَإنَّهُ لَوْ تَذَكَّرَ وتَأمَّلَ: ﴿أنّا خَلَقْناهُ مِن قَبْلُ ولَمْ يَكُ شَيْئًا﴾ بَلْ كانَ عَدَمًا صِرْفًا، لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ فَإنَّهُ أعْجَبُ مِن جَمْعِ المَوادِّ بَعْدَ التَّفْرِيقِ وإيجادِ مِثْلِ ما كانَ فِيها مِنَ الأعْراضِ. وقَرَأ نافِعٌ وابْنُ عامِرٍ وعاصِمٌ وقالُونُ عَنْ يَعْقُوبَ ( يَذَّكَّرُ ) مِنَ الذِّكْرِ الَّذِي يُرادُ بِهِ التَّفَكُّرُ، وقُرِئَ «يَتَذَكَّرُ» عَلى الأصْلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب