الباحث القرآني

﴿رَبُّ السَّماواتِ والأرْضِ وما بَيْنَهُما﴾ بَيانٌ لِامْتِناعِ النِّسْيانِ عَلَيْهِ، وهو خَبَرٌ مَحْذُوفٌ أوْ بَدَلٌ مِن ﴿رَبِّكَ﴾ ﴿فاعْبُدْهُ واصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ﴾ خِطابٌ لِلرَّسُولِ ﷺ مُرَتَّبٌ عَلَيْهِ، أيْ لَمّا عَرَفْتَ رَبَّكَ بِأنَّهُ لا يَنْبَغِي لَهُ أنْ يَنْساكَ، أوْ أعْمالَ العُمّالِ فَأقْبِلْ عَلى عِبادَتِهِ واصْطَبِرْ عَلَيْها ولا تَتَشَوَّشْ بِإبْطاءِ الوَحْيِ وهَزْءِ الكَفَرَةِ، وإنَّما عُدِّيَ بِاللّامِ لِتَضَمُّنِهِ مَعْنى الثَّباتِ لِلْعِبادَةِ فِيما يُورَدُ عَلَيْهِ مِنَ الشَّدائِدِ والمَشاقِّ كَقَوْلِكَ لِلْمُحارِبِ: اصْطَبِرْ لِقَرْنِكَ. ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ مَثَلًا يَسْتَحِقُّ أنْ يُسَمّى إلَهًا أوْ أحَدًا سُمِّيَ اللَّهَ فَإنَّ المُشْرِكِينَ وإنْ سَمُّوا الصَّنَمَ إلَهًا لَمْ يُسَمُّوهُ اللَّهَ قَطُّ، وذَلِكَ لِظُهُورِ أحَدِيَّتِهِ تَعالى، وتَعالى ذاتُهُ عَنِ المُماثَلَةِ بِحَيْثُ لَمْ يَقْبَلِ اللَّبْسَ والمُكابَرَةَ، وهو تَقْرِيرٌ لِلْأمْرِ (p-16) أيْ إذا صَحَّ أنْ لا أحَدَ مِثْلُهُ ولا يَسْتَحِقُّ العِبادَةَ غَيْرُهُ لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنَ التَّسْلِيمِ لِأمْرِهِ والِاشْتِغالِ بِعِبادَتِهِ والِاصْطِبارِ عَلى مَشاقِّها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب