الباحث القرآني

﴿فَأتْبَعَ سَبَبًا﴾ أيْ فَأرادَ بُلُوغَ المَغْرِبِ فَأتْبَعَ سَبَبًا يُوصِلُهُ إلَيْهِ، وقَرَأ الكُوفِيُّونَ وابْنُ عامِرٍ بِقَطْعِ الألِفِ مُخَفَّفَةَ التّاءِ. ﴿حَتّى إذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وجَدَها تَغْرُبُ في عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾ ذاتَ حَمَأٍ مِن حَمِئَتِ البِئْرُ إذا صارَتْ ذاتَ حَمْأةٍ. وقَرَأ ابْنُ عامِرٍ وحَمْزَةُ والكِسائِيُّ وأبُو بَكْرٍ « حامِيَةً» أيْ حارَّةً، ولا تَنافِيَ بَيْنَهُما لِجَوازِ أنْ تَكُونَ العَيْنُ جامِعَةً لِلْوَصْفَيْنِ أوْ « حِمْيَةً» عَلى أنَّ ياءَها مَقْلُوبَةٌ عَنِ الهَمْزَةِ لِكَسْرِ ما قَبْلَها. ولَعَلَّهُ بَلَغَ ساحِلَ المُحِيطِ فَرَآها كَذَلِكَ إذْ لَمْ يَكُنْ في مَطْمَحِ بَصَرِهِ غَيْرَ الماءِ ولِذَلِكَ قالَ وجَدَها تَغْرُبُ ولَمْ يَقُلْ كانَتْ تَغْرُبُ. وقِيلَ إنَّ ابْنَ عَبّاسٍ سَمِعَ مُعاوِيَةَ يَقْرَأُ « حامِيَةً» فَقالَ « حَمِئَةً» فَبَعَثَ مُعاوِيَةُ إلى كَعْبِ الأحْبارِ كَيْفَ تَجِدُ الشَّمْسَ تَغْرُبُ قالَ في ماءٍ وطِينٍ كَذَلِكَ نَجِدُهُ في التَّوْراةِ ﴿وَوَجَدَ عِنْدَها﴾ عِنْدَ تِلْكَ العَيْنِ. ﴿قَوْمًا﴾ قِيلَ كانَ لِباسُهم جُلُودَ (p-292)الوَحْشِ وطَعامُهم ما لَفَظَهُ البَحْرُ، وكانُوا كُفّارًا فَخَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أنْ يُعَذِّبَهم أوْ يَدْعُوَهم إلى الإيمانِ كَما حَكى بِقَوْلِهِ ﴿قُلْنا يا ذا القَرْنَيْنِ إمّا أنْ تُعَذِّبَ﴾ أيْ بِالقَتْلِ عَلى كُفْرِهِمْ. ﴿وَإمّا أنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا﴾ بِالإرْشادِ وتَعْلِيمِ الشَّرائِعِ. وقِيلَ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ القَتْلِ والأسْرِ وسَمّاهُ إحْسانًا في مُقابَلَةِ القَتْلِ ويُؤَيِّدُ الأوَّلَ قَوْلُهُ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب