الباحث القرآني

﴿سُبْحانَهُ﴾ يُنَزَّهُ تَنْزِيهًا. ﴿وَتَعالى عَمّا يَقُولُونَ عُلُوًّا﴾ تَعالِيًا. ﴿كَبِيرًا﴾ مُتَباعِدًا غايَةَ البُعْدِ عَمّا يَقُولُونَ، فَإنَّهُ في أعْلى مَراتِبِ الوُجُودِ وهو كَوْنُهُ واجِبَ الوُجُودِ والبَقاءِ لِذاتِهِ، واتِّخاذُ الوَلَدِ مِن أدْنى مَراتِبِهِ فَإنَّهُ مِن خَواصِّ ما يَمْتَنِعُ بَقاؤُهُ. ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ والأرْضُ ومَن فِيهِنَّ وإنْ مِن شَيْءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ يُنَزِّهُهُ عَمّا هو مِن لَوازِمِ الإمْكانِ وتَوابِعِ الحُدُوثِ بِلِسانِ الحالِ حَيْثُ تَدُلُّ بِإمْكانِها وحُدُوثِها عَلى الصّانِعِ القَدِيمِ الواجِبِ لِذاتِهِ. ﴿وَلَكِنْ (p-257)لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ أيُّها المُشْرِكُونَ لِإخْلالِكم بِالنَّظَرِ الصَّحِيحِ الَّذِي بِهِ يُفْهَمُ تَسْبِيحُهم، ويَجُوزُ أنْ يُحْمَلَ التَّسْبِيحُ عَلى المُشْتَرَكِ بَيْنَ اللَّفْظِ والدَّلالَةِ لِإسْنادِهِ إلى ما يُتَصَوَّرُ مِنهُ اللَّفْظُ وإلى ما لا يُتَصَوَّرُ مِنهُ وعَلَيْهِما عِنْدَ مَن جَوَّزَ إطْلاقَ اللَّفْظِ عَلى مَعْنَيَيْهِ. وقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ وابْنُ عامِرٍ ونافِعٌ وأبُو بَكْرٍ « يُسَبِّحُ» بِالياءِ. ﴿إنَّهُ كانَ حَلِيمًا﴾ حَيْثُ لَمْ يُعاجِلْكم بِالعُقُوبَةِ عَلى غَفْلَتِكم وشِرْكِكم. ﴿غَفُورًا﴾ لِمَن تابَ مِنكم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب