الباحث القرآني

﴿قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ﴾ لا تَأْنِيبَ عَلَيْكم تَفْعِيلٌ مِنَ الثَّرْبِ وهو الشَّحْمُ الَّذِي يَغْشى الكِرْشَ لِلْإزالَةِ كالتَّجْلِيدِ، فاسْتُعِيرَ لِلتَّقْرِيعِ الَّذِي يُمَزِّقُ العِرْضَ ويُذْهِبُ ماءَ الوَجْهِ. ﴿اليَوْمَ﴾ مُتَعَلِّقٌ بِالـ ﴿تَثْرِيبَ﴾ أوْ بِالمُقَدَّرِ لِلْجارِّ الواقِعِ خَبَرًا لِـ ﴿لا تَثْرِيبَ﴾ والمَعْنى لا أُثَرِّبُكُمُ اليَوْمَ الَّذِي هو مَظِنَّتُهُ فَما ظَنُّكم بِسائِرِ الأيّامِ أوْ بِقَوْلِهِ: ﴿يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ﴾ لِأنَّهُ صَفَحَ عَنْ جَرِيمَتِهِمْ حِينَئِذٍ واعْتَرَفُوا بِها. ﴿وَهُوَ أرْحَمُ الرّاحِمِينَ﴾ فَإنَّهُ يَغْفِرُ الصَّغائِرَ والكَبائِرَ ويَتَفَضَّلُ عَلى التّائِبِ، ومِن كَرَمِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ أنَّهم لَمّا عَرَفُوهُ أرْسَلُوا إلَيْهِ وقالُوا: إنَّكَ تَدْعُونا بِالبُكْرَةِ والعَشِيِّ إلى الطَّعامِ ونَحْنُ نَسْتَحِي مِنكَ لِما فَرَطَ مِنّا فِيكَ، فَقالَ إنَّ أهْلَ مِصْرَ كانُوا يَنْظُرُونَ إلَيَّ بِالعَيْنِ الأُولى ويَقُولُونَ: سُبْحانَ مَن بَلَّغَ عَبْدًا بِيعَ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا ما بَلَغَ، ولَقَدْ شَرُفْتُ بِكم وعَظُمْتُ في عُيُونِهِمْ حَيْثُ عَلِمُوا أنَّكم إخْوَتِي وأنِّي مِن حَفَدَةِ إبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ. (p-176)﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذا﴾ القَمِيصِ الَّذِي كانَ عَلَيْهِ. وقِيلَ القَمِيصُ المُتَوارَثُ الَّذِي كانَ في التَّعْوِيذِ. ﴿فَألْقُوهُ عَلى وجْهِ أبِي يَأْتِ بَصِيرًا﴾ أيْ يَرْجِعُ بَصِيرًا أيْ ذا بَصَرٍ. ﴿وَأْتُونِي﴾ أنْتُمْ وأبِي. ﴿بِأهْلِكم أجْمَعِينَ﴾ بِنِسائِكم وذَرارِيكم ومُوالِيكم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب