الباحث القرآني

﴿وَجاءَ إخْوَةُ يُوسُفَ﴾ رُوِيَ: أنَّهُ لَمّا اسْتَوْزَرَهُ المَلِكُ أقامَ العَدْلَ واجْتَهَدَ في تَكْثِيرِ الزِّراعاتِ وضَبْطِ الغَلّاتِ، حَتّى دَخَلَتِ السُّنُونُ المُجْدِبَةُ وعَمَّ القَحْطُ مِصْرَ والشَّأْمَ ونَواحِيَهُما، وتَوَجَّهَ إلَيْهِ النّاسُ فَباعَها أوَّلًا بِالدَّراهِمِ والدَّنانِيرِ حَتّى لَمْ يَبْقَ مَعَهم شَيْءٌ مِنها، ثُمَّ بِالحُلِيِّ والجَواهِرِ ثُمَّ بِالدَّوابِّ ثُمَّ بِالضِّياعِ والعَقارِ، ثُمَّ بِرِقابِهِمْ حَتّى اسْتَرَقَّهم جَمِيعًا ثُمَّ عَرَضَ الأمْرَ عَلى المَلِكِ فَقالَ: الرَّأْيُ رَأْيُكَ فَأعْتَقَهم ورَدَّ عَلَيْهِمْ أمْوالَهم، وكانَ قَدْ أصابَ كَنْعانَ ما أصابَ سائِرَ البِلادِ فَأرْسَلَ يَعْقُوبُ بَنِيهِ- غَيْرَ بِنْيامِينَ- إلَيْهِ لِلْمِيرَةِ. ﴿فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهم وهم لَهُ مُنْكِرُونَ﴾ أيْ عَرَفَهم يُوسُفُ ولَمْ يَعْرِفُوهُ لِطُولِ العَهْدِ ومُفارَقَتِهِمْ إيّاهُ في سِنِّ الحَداثَةِ ونِسْيانِهِمْ إيّاهُ، وتَوَهُّمِهِمْ أنَّهُ هَلَكَ وبَعْدَ حالِهِ الَّتِي رَأوْهُ عَلَيْها مِن حالِهِ حِينَ فارَقُوهُ وقِلَّةِ تَأمُّلِهِمْ في حِلاهُ مِنَ التَّهَيُّبِ والِاسْتِعْظامِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب