الباحث القرآني

﴿وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي﴾ أيْ لا أُنَزِّهُها تَنْبِيهًا عَلى أنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ تَزْكِيَةَ نَفْسِهِ والعُجْبَ بِحالِهِ، بَلْ إظْهارُ ما أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ العِصْمَةِ والتَّوْفِيقِ. وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ لَمّا قالَ: ﴿لِيَعْلَمَ أنِّي لَمْ أخُنْهُ بِالغَيْبِ﴾ قالَ لَهُ جِبْرِيلُ ولا حِينَ هَمَمْتَ فَقالَ ذَلِكَ. ﴿إنَّ النَّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ مِن حَيْثُ إنَّها بِالطَّبْعِ مائِلَةٌ إلى الشَّهَواتِ فَتَهُمُّ بِها، وتَسْتَعْمِلُ القُوى والجَوارِحُ في أثَرِها كُلَّ الأوْقاتِ. ﴿إلا ما رَحِمَ رَبِّي﴾ إلّا وقْتَ رَحْمَةِ رَبِّي، أوْ إلّا ما رَحِمَهُ اللَّهُ مِنَ النُّفُوسِ فَعَصَمَهُ مِن ذَلِكَ. وقِيلَ الِاسْتِثْناءُ مُنْقَطِعٌ أيْ ولَكِنَّ رَحْمَةَ رَبِّي هي الَّتِي تَصْرِفُ الإساءَةَ. وقِيلَ الآيَةُ حِكايَةُ قَوْلِ راعِيلَ والمُسْتَثْنى نَفْسُ يُوسُفَ وأضْرابِهِ. وعَنِ ابْنِ كَثِيرٍ ونافِعٍ (بِالسُّوِّ) عَلى قَلْبِ الهَمْزَةِ واوًا ثُمَّ الإدْغامِ. ﴿إنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ يَغْفِرُ هَمَّ النَّفْسِ ويَرْحَمُ مَن يَشاءُ بِالعِصْمَةِ أوْ يَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِ لِذَنْبِهِ المُعْتَرِفِ عَلى نَفْسِهِ ويَرْحَمُهُ ما اسْتَغْفَرَهُ واسْتَرْحَمَهُ مِمّا ارْتَكَبَهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب