الباحث القرآني

﴿قالَ يا بُنَيَّ﴾ تَصْغِيرُ ابْنٍ، صَغَّرَهُ لِلشَّفَقَةِ أوْ لِصِغَرِ السِّنِّ، لِأنَّهُ كانَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةً سَنَةً. وقَرَأ حَفْصٌ هُنا وفي « الصّافّاتِ» بِفَتْحِ الياءِ. ﴿لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ فَيَحْتالُوا لِإهْلاكِكَ حِيلَةً، فَهِمَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلامُ مِن رُؤْياهُ أنَّ اللَّهَ يَصْطَفِيهِ لِرِسالَتِهِ ويُفَوِّقُهُ عَلى إخْوَتِهِ، فَخافَ عَلَيْهِ حَسَدَهم وبِغْيَهم والرُّؤْيا كالرُّؤْيَةِ غَيْرَ أنَّها مُخْتَصَّةٌ بِما يَكُونُ في النَّوْمِ، فَرَّقَ بَيْنَهُما بِحَرْفَيِ التَّأْنِيثِ كالقُرْبَةِ والقُرْبى وهي انْطِباعُ الصُّورَةِ المُنْحَدِرَةِ مِن أُفُقِ المُتَخَيَّلَةِ إلى الحِسِّ المُشْتَرَكِ، والصّادِقَةُ مِنها إنَّما تَكُونُ بِاتِّصالِ النَّفْسِ بِالمَلَكُوتِ لِما بَيْنَهُما مِنَ التَّناسُبِ عِنْدَ فَراغِها مِن تَدْبِيرِ البَدَنِ أدْنى فَراغٍ، فَتَتَصَوَّرُ بِما فِيها مِمّا يَلِيقُ بِها مِنَ المَعانِي الحاصِلَةِ هُناكَ، ثُمَّ إنَّ المُتَخَيَّلَةَ تُحاكِيهِ بِصُورَةٍ تُناسِبُهُ فَتُرْسِلُها إلى الحِسِّ المُشْتَرَكِ فَتَصِيرُ مُشاهَدَةً، ثُمَّ إنْ كانَتْ شَدِيدَةَ المُناسَبَةِ لِذَلِكَ المَعْنى بِحَيْثُ لا يَكُونُ التَّفاوُتُ إلّا بِالكُلِّيَّةِ والجُزْئِيَّةِ اسْتَغْنَتِ الرُّؤْيا عَنِ التَّعْبِيرِ وإلّا احْتاجَتْ إلَيْهِ، وإنَّما عَدّى كادَ بِاللّامِ وهو مُتَعَدٍّ بِنَفْسِهِ لِتَضَمُّنِهِ مَعْنى فَعَلَ يُعَدّى بِهِ تَأْكِيدًا ولِذَلِكَ أكَّدَ بِالمَصْدَرِ وعَلَّلَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿إنَّ الشَّيْطانَ لِلإنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ ظاهِرُ العَداوَةِ لِما فَعَلَ بِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وحَوّاءَ فَلا يَأْلُوا جُهْدًا في تَسْوِيلِهِمْ وإثارَةِ الحَسَدِ فِيهِمْ حَتّى يَحْمِلَهم عَلى الكَيْدِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب